الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4926 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان ، كذلكم البر ، كذلكم البر " . وكان أبر الناس بأمه . رواه في " شرح السنة " ، والبيهقي في " شعب الإيمان " . وفي روايتهما : قال : " نمت فرأيتني في الجنة " بدل : " دخلت الجنة " .

التالي السابق


4926 - ( وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة ) أي : في عالم المنام لما سيأتي ( فسمعت فيها قراءة ) ، أي : صوت قراءة يقرؤها أحد ، أو قراءة قارئ على أن التنوين عوض من المضاف إليه ( فقلت : من هذا ؟ ) أي : القارئ لها ( قالوا : حارثة بن النعمان ) ، بضم أوله شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ، وكان من فضلاء الصحابة ، روي أنه قال : مررت على رسول الله ومعه جبريل جالس بالمقاعد ، فسلمت عليه وجزت ، فلما رجعت وانصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لي : هل رأيت الذي كان معي ؟ قلت : نعم قال : فإنه جبريل ، وقد رد عليك السلام ، وكان قد كف بصره ، هذا ولما قص عليهم الرؤيا كما ورد في رواية أخرى عن الزهري قال : نمت فرأيتني في الجنة إلخ ، خاطبهم بقوله : كذلكم البر ، جزاؤه أو أريد به المبالغة ; حيث جعل جزاء البر برا ( كذلكم البر ) . كرره للتقرير والتوكيد . قال الطيبي : المشار إليه ما سبق ، والمخاطبون الصحابة ، فإنه - صلى الله عليه وسلم - رأى هذه الرؤيا ، وقص على أصحابه ، فلما بلغ إلى قوله : حارثة بن النعمان نبههم على سبب نيل تلك الدرجة ، فقال : ( كذلكم البر ) أي : مثل تلك الدرجة تنال بسبب البر . اهـ . ولا يبعد أن يكون ( كذلكم البر ) من جملة مقول الملائكة ، والخطاب له - صلى الله عليه وسلم - وجمع تعظيما أو أريد هو وأصحابه تغليبا .

( وكان أبر الناس بأمه ) هذا من كلام الراوي ، ويحتمل أن يكون من كلامه - صلى الله عليه وسلم - . ( رواه في شرح السنة ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وفي روايته ) : أن رواية البيهقي ( قال : " نمت فرأيتني في الجنة " بدل " دخلت الجنة " ) : وقال الجزري في التصحيح بعد الرواية الأولى : رواه الحاكم في صحيحه ، وقال صحيح على شرط الشيخين ، وأقره الذهبي ، ورواه البيهقي في شعبه ، ورواه محيي السنة في شرح السنة من طريقين .

[ ص: 3089 ]



الخدمات العلمية