الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  2375 - حدثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا سهل بن بكار ، ثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن المنذر بن جرير بن عبد الله البجلي ، عن أبيه ، قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه قوم مجتابي النمار متقلدي السيوف وليس عليهم آزر ، ولا شيء غيرها عامتهم من مضر بل كلهم من مضر ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بهم من الجهد والعرى والجوع تغير وجهه ، ودخل بيته ، ثم راح إلى المسجد فصلى الظهر ، ثم صعد منبرا صغيرا فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد فإن الله عز وجل أنزل في كتابه : ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة إلى آخر الآية ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد إلى قوله هم الفائزون ، تصدقوا قبل أن لا تصدقوا ، تصدق رجل من ديناره ، تصدق رجل من درهمه ، تصدق رجل من بره ، تصدق رجل من تمره ، من شعيره ، لا تحقرن شيئا من الصدقة ، ولو بشق تمرة " فقام رجل من الأنصار في كفه صرة ، فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ، فقبضها فعرف السرور في وجهه ثم قال : " من سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده لا ينقص من أوزارهم شيء " ، فقام الناس فتفرقوا فمن ذا دينار ، ومن ذا درهم فاجتمع فقسمه بينهم .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية