الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  1320 - حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا الوليد بن مسلم ، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن عطاء الخراساني ، قال : قدمت المدينة ، فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس ، فأرشدوني إلى ابنته ، فسألتها فقالت : سمعت أبي يقول : لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن الله لا يحب كل مختال فخور ، اشتدت على ثابت ، وغلق عليه بابه ، وطفق يبكي ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إليه ، فسأله فأخبره بما كبر عليه منها ، وقال : أنا رجل أحب الجمال ، وأن أسود قومي ، فقال : " لست منهم ، بل تعيش بخير ، وتموت بخير ، ويدخلك الله الجنة " ، قال : فلما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول ، فعل مثل ذلك ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إليه بما كبر عليه ، وأنه جهير الصوت ، وأنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنك لست منهم بل تعيش حميدا ، وتقتل شهيدا ، ويدخلك الله الجنة " فلما استنفر أبو بكر رضي الله عنه المسلمين إلى أهل الردة ، واليمامة ، ومسيلمة الكذاب ، سار ثابت بن قيس فيمن سار ، فلما لقوا مسيلمة ، وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات ، فقال ثابت : وسالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعلا لأنفسهما حفرة ، فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا ، قالت : وأري رجلا من المسلمين ثابت بن قيس في منامه ، فقال : إني لما قتلت بالأمس ، مر بي رجل من المسلمين ، فانتزع مني درعا نفيسة ، ومنزله في أقصى المعسكر ، وعند منزله فرس يستن في طوله ، وقد أكفأ على الدرع برمة ، وجعل فوق البرمة رحلا ، وائت خالد بن الوليد ، فليبعث إلى درعي فليأخذها ، فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعلمه أن علي من الدين كذا ولي من المال كذا ، وفلان من رقيقي عتيق ، [ ص: 71 ] وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه ، قال : فأتى خالد بن الوليد فوجه إلى الدرع فوجدها كما ذكر ، وقدم على أبي بكر رضي الله تعالى عنه فأخبره ، فأنفذ أبو بكر رضي الله تعالى عنه ، وصيته بعد موته ، فلا نعلم أن أحدا جازت وصيته بعد موته ، إلا ثابت بن قيس بن شماس رضي الله تعالى عنه .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية