الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            14117 وعن واثلة بن الأسقع أيضا قال : كنت من أصحاب الصفة ، فشكا أصحابي الجوع فقالوا : يا واثلة ، اذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستطعم لنا . فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ، إن أصحابي شكوا الجوع . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة : " هل عندك من شيء ؟ " . قالت : يا رسول الله ، ما عندي إلا فتات خبز . قال : " فأتني به " . فجاءت بجراب ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصحفة فأفرغ الخبز في الصحفة ، ثم جعل يصلح الثريد بيده ، وهو يربو حتى امتلأت الصحفة ، فقال : " يا واثلة ، اذهب فجئ بعشرة من أصحابي وأنت عاشرهم " . فذهبت فجئت بعشرة من أصحابي وأنا عاشرهم ، فقال : " اجلسوا وخذوا باسم الله ، خذوا من حواليها ولا تأخذوا من أعلاها ; فإن البركة تنزل من أعلاها " . فأكلوا حتى شبعوا ، ثم قاموا وفي الصحفة مثل ما كان فيها ، ثم جعل يصلحها بيده ، وهي تربو حتى امتلأت . قال : " يا واثلة ، اذهب فجئ بعشرة من أصحابك " . فجئت بعشرة فقال : " اجلسوا " فجلسوا ، فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا فقال : " اذهب فجئ بعشرة من أصحابك " . فذهبت فجئت بعشرة ففعلوا مثل ذلك . قال : " هل بقي من أحد ؟ " . قلت : نعم عشر . قال : " اذهب فجئ بهم " . فذهبت فجئت بهم فقال : " اجلسوا " . فجلسوا ، فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا ، وبقي في الصحفة مثل ما كان ، ثم قال : " يا واثلة اذهب بهذا إلى عائشة " . - رضي الله عنها . 14118 وفي رواية : كنت في الصفة وهم عشرون رجلا . فذكر نحوه إلا أنه قال : قالوا : ها هنا كسرة وشيء من لبن . رواه كله الطبراني بإسنادين وإسناده حسن .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية