الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        117 - الحديث السابع : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ، ليس على عاتقه منه شيء } .

                                        التالي السابق


                                        هذا النهي معلل بأمرين :

                                        أحدهما : أن في ذلك تعري أعالي البدن ، ومخالفة الزينة المسنونة في الصلاة . والثاني : أن الذي يفعل ذلك إما أن يشغل يده بإمساك الثوب أو لا . فإن لم يشغل خيف سقوط الثوب ، وانكشاف العورة . وإن شغل كان فيه مفسدتان . إحداهما . أنه يمنعه من الإقبال على صلاته ، والاشتغال بها .

                                        الثانية : أنه إذا شغل يده في الركوع والسجود لا يؤمن من سقوط الثوب ، وانكشاف العورة . ونقل عن بعض العلماء القول بظاهر هذا الحديث . ومنع الصلاة في السراويل والإزار وحده . لأنها صلاة في ثوب واحد ، ليس على عاتقه منه شيء . وهذا مخصوص بغير حالة الضرورة . والأشهر عند الفقهاء : خلاف هذا المذهب . وجواز الصلاة بما يستر العورة . وعارضوا هذا بقوله صلى الله عليه وسلم لجابر في الثوب " وإن كان ضيقا : فاتزر به " ويحمل هذا النهي على الكراهة . والله أعلم .




                                        الخدمات العلمية