الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
94 - ذكر وجوب الإيمان بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عما رأى في بدء أمره حين شق صدره وملئ حكمة وإيمانا ، ثم أراهم أثر المخيط فيه معجزة له وتصديقا بما أخبر به .

706 - أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف ، ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ، ثنا أبو النضر ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتيت وأنا في أهلي فانطلق بي إلى زمزم فشرح صدري " ، قال ثابت : قال أنس بن مالك : إنه ليرينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره ، قال : " ثم غسل بماء زمزم ثم أنزل طست من ذهب ممتلئة إيمانا وحكمة فحشي بها صدري ، ثم عرج بي إلى السماء الدنيا ، فاستفتح فقيل : من ذا ؟ ، قال : جبريل ، قال : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قال : وقد بعث ؟ ، قال : نعم ، قال : ففتح ، فإذا آدم عليه السلام ، فقال : مرحبا بك من ولد ومرحبا بك من رسول ، قال : ثم عرج بي الملك إلى سماء الثانية فاستفتح ، قال : من ذا ؟ ، قال : جبريل ، قال : من معك ؟ ، قال : محمد ، قال : وقد بعث ؟ ، قال : نعم ، قال : ففتح ، فإذا عيسى ، ويحيى عليهما السلام ، فقالا : مرحبا بك من أخ ومرحبا بك من رسول ، قال : ثم عرج بي الملك إلى السماء الثالثة فاستفتح ، فقال : من ذا ؟ ، قال : جبريل ، قال : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قال : وقد بعث ؟ ، قال : نعم ، قال : ففتح فإذا يوسف عليه السلام ، فقال : مرحبا بك من أخ ومرحبا بك من رسول . قال : ثم عرج بي إلى السماء الرابعة ثم استفتح ، فقال : من ذا ؟ ، قال : جبريل ، قال : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قال : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح فإذا إدريس في السماء الرابعة ، فقال : مرحبا بك من أخ ومرحبا بك من رسول . ثم عرج بي إلى السماء الخامسة فاستفتح ، فقال : من ذا ؟ ، قال : جبريل ، قال : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قال : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قال : ففتح فإذا هارون عليه السلام ، قال : مرحبا بك من أخ ومرحبا بك من رسول ، قال : ثم عرج بي إلى السماء السادسة ثم استفتح ، فقال : من ذا ؟ ، قال : جبريل ، قال : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قال : وقد [ ص: 708 ] بعث ؟ ، قال : نعم ، قال : ففتح فإذا موسى عليه السلام ، فقال : مرحبا بك من أخ ومرحبا بك من رسول ، قال : ثم عرج بي الملك إلى السماء السابعة فاستفتح ، فقال : من ذا ؟ ، قال : جبريل ، قال : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قال : وقد بعث ؟ ، قال : نعم ، ففتح فإذا إبراهيم عليه السلام ، فقال : مرحبا بك من ولد ومرحبا بك من رسول ، قال : فانتهيت إلى بناء فقلت للملك : ما هذا ؟ ، قال : بناء بناها الله للملائكة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يقدسون الله ويسبحونه لا يعودون فيه ، قال : ثم انتهيت إلى السدرة المنتهى وأنا أعرف أنها سدرة أعرف ورقها وثمارها ، قال : فلما غشيها ما غشيها من أمر الله عز وجل تغيرت حتى لا يستطيع أحد أن ينعتها ، قال : وفرض على أمتي خمسين صلاة .

قال : فأتيت على موسى عليه السلام ، فقال : بكم أمرت ؟ ، قال : أمرت بخمسين صلاة ، قال : أمتك لا تطيق هذا ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فرجعت إلى ربي فوضع عني عشرا ، فما زلت بين ربي وبين موسى حتى جعلها خمس صلوات ، فأتيت إلى موسى ، فقال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف ، قال : بل أسلم ، قال : فنوديت : أني قد أكملت فريضتي وخففت عن عبادي ، لكل صلاة عشر صلوات
" . ا هـ .

وأنبأ أحمد بن إسحاق ، ومحمد بن إبراهيم ، قالا : ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا عبد الله بن هاشم ، ثنا بهز بن أسد ، ثنا سليمان نحوه . ا هـ . [ ص: 709 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية