الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
708 - أخبرنا محمد بن يعقوب الشيباني ، ثنا عمران بن موسى الجرجاني ، ثنا شيبان ، ثنا حماد بن سلمة ، ثنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه قال : فركبته حتى أتيت بيت المقدس ، قال : فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء ، قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من لبن وإناء من خمر ، فاخترت اللبن فقال جبريل : اخترت الفطرة ، قال : ثم عرج إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ ، فقال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه ، ففتح لنا فإذا أنا بآدم عليه السلام فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل : من أنت ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه ، قال : ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم ، ويحيى بن زكريا عليهما السلام فرحبا ودعوا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بيوسف عليه السلام وإذا هو قد أعطي شطر الحسن ، قال : فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قال : ومن معك ؟ [ ص: 712 ] ، قال : محمد ، قال : وقد بعث إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بإدريس عليه السلام فرحب ودعا لي بخير ، قال الله عز وجل : ( ورفعناه مكانا عليا ) ، ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل ، قال : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بهارون عليه السلام فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل ، فقال : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : من معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بموسى عليه السلام فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : قد بعث إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ، ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال ، فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت ، قال : فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها ، قال : فأوحى إلي ما أوحى ، ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، فنزلت إلى موسى ، فقال : ما فرض ربك على أمتك ؟ ، قلت : خمسين صلاة ، قال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم ، قال : فرجعت إلى ربي ، فقلت : يا رب خفف عن أمتي ، قال : فحط عني خمسا ، فرجعت إلى موسى ، فقلت : حط عني خمسا ، فقال : إن أمتك لا تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف ، فلم أزل أرجع بين ربي عز وجل وبين موسى عليه السلام حتى قال : يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر ، فذلك خمسون صلاة ، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشرا ، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا ، فإن عملها كتبت سيئة واحدة ، قال : [ ص: 713 ] فنزلت حتى انتهيت إلى موسى عليه السلام فأخبرته فقال : ارجع فسله التخفيف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد رجعت إلى ربي حتى استحييت " . ا ه .

مشهور عن حماد ، وآخر الحديث رواه معمر ، عن الزهري ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية