الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
716 - أنبأ محمد بن يعقوب بن يوسف ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم أبو عمرو ، قالا : ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة بن دعامة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول : أحد الثلاثة بين الرجلين ، قال : فأتيت فانطلق بي ، ثم أتيت بطست من ذهب فيها ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا وكذا " . قال قتادة : قلت لصاحبي : ما يعني ؟ ، قال : إلى أسفل بطني ، " فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه . قال : وحشي أو قال : وكنز إيمانا وحكمة ، الشك من سعيد ، قال : " ثم أتيت بدابة أبيض يقال له : البراق فوق الحمار ودون البغل يضع خطوه عند أقصى طرفه ، فحملت عليه ومعي صاحبي لا يفارقني ، فانطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قالوا : أو قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم بعث ، قال : ففتح لنا ، وقالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على آدم ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، فقال : هذا أبوك آدم ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ، قال : نعم ، قال ففتح لنا وقالوا مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، قال : فأتيت على يحيى ، وعيسى عليهما السلام " ، قال سعيد : أحسبه قال : ابنا الخالة ، " فسلمت عليهما فقالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، فقال جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على يوسف ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، قال : هذا أخوك يوسف ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على إدريس ، فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا أخوك إدريس ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح " ، قال [ ص: 727 ] سعيد : وكان قتادة يقول عندها : قال الله عز وجل : ( ورفعناه مكانا عليا ) ، " ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على هارون ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، قال : هذا أخوك هارون ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قالوا : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على موسى عليه السلام ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، قال : أخوك موسى ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، قال : فلما جاوزته بكى فنودي : ما يبكيك ؟ ، قال : يا رب ، هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قالوا : مرحبا به ، ولنعم المجيء جاء ، فأتيت على إبراهيم عليه السلام ، فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا أبوك إبراهيم عليه السلام ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم رفع لنا البيت المعمور ، فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ ، قال : هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك حتى إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم ، ثم رفعت لنا سدرة المنتهى ، فحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن ورقها مثل آذان الفيلة ، وإن نبقها مثل قلال هجر ، وحدث النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى أربعة أنهار يخرجن من أصلها ، نهران باطنان ونهران ظاهران ، فقلت : ما هذه الأنهار يا جبريل ؟ ، فقال : أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ، قال : فأتيت بإنائين أحدهما خمر والآخر لبن فعرضا علي فاخترت اللبن ، فقيل لي : أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة ، قال : وفرضت علي خمسون صلاة في كل يوم أو قال أمرت بخمسين صلاة كل يوم " ، الشك من سعيد ، " فجئت حتى [ ص: 728 ] أتيت على موسى ، فقال لي : بم أمرت ؟ ، فقلت : أمرت بخمسين صلاة كل يوم ، قال : إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، وإن أمتك لا يطيقون ذلك ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فرجعت فحط عني خمس صلوات ، فما زلت أختلف بين ربي وبين موسى ، كلما أتيت عليه قال لي مثل مقالته حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم ، فلما أتيت على موسى ، قال لي : بم أمرت ؟ ، قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم ، فقال لي : إني بلوت الناس من قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا يطيقون ذلك ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، فقلت : لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم ، قال : فنوديت أو قال : ناداني مناد " ، الشك من سعيد ، " إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وجعلت بكل حسنة عشر أمثالها " .

أنبأ خيثمة ، ومحمد بن يعقوب ، قالا : ثنا يحيى بن جعفر ، ثنا عبد الوهاب ، وروح (ح) ، وأنبأ عبد الله بن محمد بن الحارث ، ثنا إسماعيل بن بشر ، ثنا مكي بن إبراهيم كلهم عن سعيد نحوه ، ا هـ .

وأنبأ محمد بن إبراهيم بن الفضل ، وأحمد بن إسحاق ، قالا : ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا محمد بن بشار ، ثنا ابن أبي عيسى ، عن سعيد نحوه . رواه خالد بن الحارث ، وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية