الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
718 - وأنبأ أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود ، ثنا يونس بن محمد المؤدب ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النحوي ، عن قتادة ، ثنا أنس بن مالك ، أن مالك بن صعصعة ، حدثهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " بينا أنا عند الكعبة بين النائم واليقظان إذ سمعته فقال : أحد الثلاثة بين الرجلين . فأتيت بطست من ذهب مملوء من ماء زمزم فشق ما بين صدري إلى بطني ، فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه وملئ إيمانا وحكمة ، ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل يضع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه ، فانطلقنا حتى انتهينا إلى سماء الدنيا وصاحبي معي لا يفارقني ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، وقال : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، فأتيت على آدم عليه السلام ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، قال : هذا أبوك آدم فسلمت عليه ، قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، قال فانطلقنا حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، قالوا : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، قال : فأتينا على يحيى ، وعيسى عليهما السلام وهما ابنا الخالة ، قال : فقلت لجبريل : من هذان ؟ ، قال : هذا عيسى ، ويحيى ، فسلمت عليهما ، فقالا : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، فقال : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء . قال : فأتينا على يوسف عليه السلام ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ، قال : هذا يوسف ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قال : ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة ، قال : فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ ، قال جبريل ، قال : قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : أو قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، قالوا [ ص: 733 ] : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، قال : فأتينا على إدريس عليه السلام ، فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا إدريس ، قال : فسلمت عليه ، قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل ، فقيل : من معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : أو قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له قالوا : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، قال : فأتينا على هارون ، قال : فسلمت عليه ، قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قال : ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : أو قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، قال : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، قال : فأتينا على موسى عليه السلام فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا موسى عليه السلام ، قال : فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، فلما جاوزته بكى ، فقيل : ما يبكيك ؟ ، فقال : رب هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي ، قال : ثم انطلقنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ ، قال : هذا جبريل ، قيل : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قيل : أو قد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، ففتح له ، قالوا : مرحبا به ، ونعم المجيء جاء ، فأتينا على إبراهيم ، فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا أبوك إبراهيم عليه السلام ، قال : فسلمت عليه ، قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم رفعت لي سدرة المنتهى ، فإذا أوراقها مثل آذان الفيول ، وإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا أربعة أنهار يخرجن من أصلها : نهران ظاهران ونهران باطنان ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ ، فقال : أما النهران الظاهران فالنيل والفرات ، وأما الباطنان فنهران في الجنة ، فأتيت بإنائين أحدهما خمر والآخر لبن ، فأخذت اللبن ، فقال جبريل : أصبت الفطرة ، قال : وفرضت علي في كل يوم وليلة خمسون صلاة ، فأقبل بهن نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى على موسى ، فقال : بم أمرت ؟ ، قال : فقلت : بخمسين صلاة كل يوم وليلة ، قال : إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا [ ص: 734 ] تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك ، قال : فرجعت إلى ربي ، قال : فحط عني خمسا ، ثم أتيت على موسى ، فقال : بم أمرت ؟ ، فأخبرته ، فقال : إني بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فما زلت أختلف بين ربي عز وجل وموسى عليه السلام حتى صيرت إلى خمس صلوات ، فأتيت على موسى ، فقال : بم أمرك ربك ؟ ، فقلت : بخمس صلوات ، فقال : إن أمتك لا يطيقون ذلك ، وإني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك . قال : فقلت : لقد اختلفت إلى ربي حتى استحييت ولكني أسلم وأرضى ، فلما جاوزته نوديت : إني قد خففت عن عبادي وأمضيت فريضتي وجعلت كل حسنة عشر أمثالها . وزعم أن حديث أنس انتهى إلى هاهنا ثم ذكر الحديث عن الحسن مرسلا " . ا هـ .

أنبأ الحسن بن منصور ، وأحمد بن عبيد الحمصي قالا : ثنا موسى بن عيسى المنذري ، ثنا أحمد بن خالد ، ثنا شيبان أبو معاوية ، عن قتادة ، عن أنس ، عن مالك بن صعصعة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . ا هـ .

رواه يحيى بن أبي طالب ، عن يزيد بن هارون ، عن شيبان . " أخرجناه في غير هذا الموضع " . ا هـ .

أنبأ أحمد بن إسحاق بن أيوب ، ثنا محمد بن حرب ، ثنا علي بن عثمان البصري ، ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث . ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية