الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
809 - أخبرنا خيثمة بن سليمان ، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ، (ح) وأنبأ علي بن محمد بن نصر ، ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي ، ثنا سفيان بن عيينة ، ثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ ، قال : " هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة ؟ " ، قالوا : لا ، قال : " فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة ؟ " . قالوا : لا ، قال : " والذي نفسي بيده ، لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ، فيلقى العبد ، فيقول : أي فل ، ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟ ، فيقول : بلى أي رب ، فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ ، فيقول : لا ، فيقول : فإني أنساك كما نسيتني ، ثم يلقى الثاني فيقول : ألم أكرمك وأسودك وأزوجك [ ص: 792 ] وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟ ، قال : فيقول : بلى أي رب ، فيقول : أفظننت أنك ملاقي ؟ ، فيقول : لا ، فيقول : فإني أنساك كما نسيتني ، ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك ، فيقول : يا رب ، آمنت بك وبكتابك وبرسولك وصليت وصمت وتصدقت ، ويثني بخير ما استطاع ، قال : فيقول : هاهنا إذا ، قال : ثم يقال له : ألا نبعث شاهدا عليك ؟ ، فيفكر في نفسه من الذي يشهد علي ؟ ، فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه : انطقي ، فينطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ما كان ، وذلك ليعذر من نفسه ، وذلك المنافق ، وذلك الذي يسخط الله عليه ، ثم ينادي مناد : ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد من دون الله عز وجل ، فيتبع الشيطان والصليب أولياؤهم إلى جهنم ، قال : ويبقى أيها المؤمنون ، قال : وبقينا أيها المؤمنون ، قال : فيأتينا ربنا وهو ربنا عز وجل وهو يسلمنا ، فيقول : على ما هؤلاء ؟ ، فنقول : نحن عباد الله المؤمنون ، آمنا بالله لا نشرك به شيئا ، وهذا مقامنا حتى يأتينا ربنا عز وجل " .

وفي حديث بشر : " وهو يأتينا " ، قال : " ثم ينطلق حتى يأتي الجسر وعليه كلاليب من نار يتخطف الناس ، فعند ذلك حلت الشفاعة ، اللهم سلم اللهم سلم ثلاثا ، فإذا جازوا الجسر فكل من أنفق زوجا مما ملكت يمينه من المال في سبيل الله فكل خزنة الجنة يدعوه : يا عبد الله يا مسلم مرتين ، هذا خير فتعال " ، قال أبو بكر : يا رسول الله ، إن هذا العبد لا توى عليه يدع بابا ويلج من آخر ، قال : فضربه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، ثم قال : " والذي نفسي بيده ، إني لأرجو أن تكون منهم "
. مشهور عن ابن عيينة ، رواه ابن أبي حازم ، وأبو معاوية مختصرا ، ورواه ابن إدريس وغيره عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، وآخر الحديث رواه الزهري ، عن حميد ، عن أبي هريرة . ا ه . [ ص: 793 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية