الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
815 - أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن مسلم بن وارة أبو عبد الله الرازي ، (ح) وأنبأ محمد بن يعقوب بن يوسف ، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني ، (ح) وأنبأ عبد الله بن جعفر ، بمصر ، وغير واحد ، قالوا : ثنا يحيى بن أيوب العلاف ، قالوا : ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد ، ثم يطلع عليهم رب العالمين ، فيقول : ألا يتبع كل أناس ما كانوا يعبدون ، فيتمثل لصاحب الصليب صليبه ، ولصاحب التصوير تصويره ، ولصاحب النار ناره ، فيتبعون ما كانوا يعبدون ، ويبقى المسلمون فيطلع عليهم رب العالمين فيقول : ألا تتبعون الناس ؟ ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، نعوذ بالله منك ، الله ربنا وهذا مكاننا حتى نرى ربنا ، وهو يأمرهم ويثبتهم " ، قالوا : وهل نراه يا رسول الله ؟ ، قال : " وهل تتمارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ " قالوا : لا يا رسول الله ، قال : " إنكم لا تتمارون في رؤيته تلك الساعة ، ثم يتوارى ، ثم يطلع عز وجل فيعرفهم نفسه ، ثم يقول : أنا ربكم فاتبعوني ، فيقوم المسلمون ويوضع الصراط فهم على مثل جياد الخيل والركاب ، وقولهم عليه : سلم سلم ، فيبقى أهل النار فيطرح منهم فيها فوج ، ثم يقال : هل امتلأت ؟ ، فتقول : هل من مزيد ؟ ، ثم يطرح [ ص: 797 ] فيها فوج آخر ، ثم يقال : هل امتلأت ؟ ، وتقول : هل من مزيد ؟ ، ثم يطرح فيها فوج آخر ، فيقال : هل امتلأت ؟ ، فتقول : هل من مزيد ؟ ، حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمن جل وعز قدمه فيها ، فانزوى بعضها إلى بعض ، ثم قال : قط ، قالت : قط ، فإذا صار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار أتي بالموت ملببا فيوقف على السور بين أهل الجنة وأهل النار ، ثم يقال : يا أهل الجنة فيطلعون خائفين ، ثم يقال : يا أهل النار فيطلعون فرحين مستبشرين بالشفاعة ، فيقال لأهل الجنة وأهل النار : هل تعرفون هذا ؟ ، فيقولون هؤلاء وهؤلاء : قد عرفناه ، هذا الموت الذي وكل بنا ، فيذبح ذبحا على السور ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود ، ويا أهل النار خلود فلا موت " . ا هـ .

رواه قتيبة ، وغيره ، عن الدراوردي ورواه الهيثم بن خارجة ، عن حفص بن ميسرة ، عن العلاء بطوله . ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية