الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
840 - أنبأ محمد بن الحسين بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن الحارث ، (ح) وأنبأ أحمد بن محمد بن زياد ، وجعفر بن محمد الموسلي ، بمصر ، قال : ثنا محمد بن إسماعيل بن [ ص: 816 ] سالم ، قال : ثنا يحيى بن أبي بكير الكرماني ، ثنا زهير بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن النعمان بن أبي عياش ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ، ومثل له شجرة ذات ظل ، فقال : أي رب قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها ، فقال الله : هل عسيت إن فعلته أن تسألني غيره ؟ ، قال : لا وعزتك ، فقدمه الله إليها ، ومثل له شجرة ذات ظل وثمر ، فقال : أي رب قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها وآكل من ثمرها ، فقال الله له : هل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره ؟ ، قال : لا وعزتك ، فقدمه الله إليها ، فتمثل له شجرة أخرى ذات ظل وثمر وماء ، فيقول : أي رب قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها وآكل من ثمرها وأشرب من مائها ، فيقول : هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيره ؟ ، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ، قال : فيقدمه الله عز وجل فيبرز له باب الجنة ، فيقول : أي رب قدمني إلى باب الجنة فأكون تحت أنجاف الجنة فأنظر إلى أهلها ، فيقدمه الله عز وجل إليها فيرى أهل الجنة وما فيها ، فيقول : أي رب أدخلني الجنة ، فيدخله الله الجنة ، فإذا دخل الجنة ، قال : هذا لي ، فيقول الله عز وجل : تمن ، قال : فيتمنى ، ويذكره الله عز وجل : سل من كذا وكذا ، حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله عز وجل : هو لك وعشرة أمثاله ، قال : ثم يدخل الخيمة فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين ، فتقولان له : الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك ، قال : فيقول : ما أعطي أحد مثل ما أعطيت ، قال : وأدنى أهل النار عذابا رجل ينعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه " . ا ه .

التالي السابق


الخدمات العلمية