الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
863 - أنبأ علي بن محمد بن نصر ، وأحمد بن إسحاق بن أيوب ، قالا : ثنا محمد بن أيوب ، (ح) وأنبأ محمد بن يعقوب الشيباني ، ثنا محمد بن محمد بن رجاء ، وعمران بن موسى الجرجاني ، قالا : ثنا هدبة بن خالد ، ثنا همام بن يحيى ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يجمع المؤمنون ليوم القيامة فيهتمون لذلك فيقولون : لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مقامنا هذا ، فيأتون إلى آدم فيقولون : أنت أبونا ، خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء ، فاشفع لنا إلى ربك حتى يريحنا من مقامنا هذا ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب أكله من الشجرة وقد نهاه الله عنها ، ولكن ائتوا نوحا ، فإنه أول نبي أرسل في الأرض ، فيأتون نوحا ، فيقول : لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب سؤاله بغير علم ، ولكن ائتوا إلى إبراهيم خليل الرحمن . فيأتون إبراهيم عليه السلام ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب قوله : إني سقيم ، وقوله : ( بل فعله كبيرهم هذا ، ) وقوله لامرأته حين مر بالملك : إن سألك فأخبريه أني أخوك فإني أخبره أنك أختي ، ولكن ائتوا موسى ، فيأتون موسى ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب : الرجل الذي قتله ، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه ، فيأتون عيسى عليه السلام ، فيقول : لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر [ ص: 834 ] فيأتوني ، فأستأذن على ربي عز وجل في داره فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول : ارفع محمد ، فقل نسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمده بثناء ، وتحميد يعلمنيه ، ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم فأدخلهم الجنة " ، قال : وربما قال قتادة : " فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة " ، قال : " ثم أستأذن على ربي في داره الثانية فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول : ارفع محمد ، وقل نسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمده بثناء ، وتحميد يعلمنيه ، ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم فأدخلهم الجنة " ، وربما قال قتادة : " فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة " ، قال : " ثم أستأذن على ربي في داره الثالثة فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول : ارفع محمد ، قل تسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمده بثناء ، وتحميد يعلمنيه ثم أشفع ، فيحد لي حدا فأخرجهم فأدخلهم الجنة " ، وربما قال قتادة : " فأخرجهم من النار فأدخلهم الجنة " ، قال : " فما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن " ، أي : وجب عليه الخلود ، " وهو المقام المحمود الذي وعده الله : ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) " . ا هـ . رواه عفان ، وعمرو بن عاصم ، وحجاج بن منهال ، ومعاذ بن فضالة ، والمقري بطوله . ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية