الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
864 - أنبأ محمد بن يعقوب الشيباني ، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، (ح) وأنبأ أحمد بن إسحاق بن أيوب ، ثنا موسى بن إسحاق [ ص: 835 ] ، ثنا أبو كامل الجحدري ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك " ، وقال موسى : " فيجتمعون لذلك ، فيقولون : لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا ، فيأتون آدم عليه السلام ، فيقولون : يا آدم أنت أبو الخلق ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، فاشفع لنا عند ربك " ، قال الحجبي : " إلى ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب ويستحي ربه منها ، ولكن ائتوا نوحا ، فإنه أول رسول بعثه الله ، قال : فيأتون نوحا ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب ، ويستحي منها ربه ، ولكن ائتوا إبراهيم عليه السلام الذي اتخذه الله خليلا ، قال : فيأتون إبراهيم ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب ويستحي ربه منها ، ولكن ائتوا موسى الذي كلمه الله عز وجل وأعطاه التوراة ، فيأتون موسى عليه السلام ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ربه منها ، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته ، فيأتون عيسى عليه السلام ، فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال : فيأتوني ، فأستأذن على ربي عز وجل فيؤذن لي ، فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا لله فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول : ارفع محمد ، قل نسمع ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأرفع رأسي وأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ، ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ، ثم أعود فأستأذن على ربي فيؤذن لي فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول : ارفع محمد ، قل نسمع ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، قال : فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ، وأشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ، ثم أعود فأستأذن على ربي فيؤذن لي فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقول : ارفع محمد ، قل نسمع ، اشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة . قال : وقال في الثالثة أو الرابعة : فلا يبقى في النار إلا من حبسه القرآن " . أي وجب عليه الخلود . ا ه رواه مسدد ، عن أبي عوانة مختصرا ا ه . [ ص: 836 ] . أنبأ حسان بن محمد ، ثنا الحسن بن عامر ، ثنا محمد بن عبيد بن حساب ، وأبو كامل ، وعبد الواحد بن غياث ، قالوا : ثنا أبو عوانة نحوه . ا هـ / 50

التالي السابق


الخدمات العلمية