الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
866 - أنبأ أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا حماد بن سلمة ، أنبأ ثابت ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يطول يوم القيامة على الناس ، فيقول بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر فليشفع لنا إلى ربنا فليقض بيننا ، فيأتون آدم عليه السلام ، فيقولون : يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده ، وأسكنك جنته ، فاشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن ، قال : فيأتونه فيقولون : يا إبراهيم اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ولكن ائتوا موسى الذي اصطفاه الله برسالاته وبكلامه ، قال : فيأتونه ، فيقولون : يا موسى اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته ، قال : فيأتون فيقولون : يا عيسى ، اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا خاتم النبيين ، إنه قد حضر اليوم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه [ ص: 838 ] وما تأخر ، قال : فيقول عيسى : أرأيتم لو كان متاع في الوعاء قد ختم عليه رجل أكان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الخاتم ؟ ، فيقولون : لا ، قال : فإن محمدا خاتم النبيين ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيأتوني فيقولون : يا محمد اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا ، فأقول : نعم ، فآتي باب الجنة فآخذ بحلقة الباب فأستفتح ، فيقال : من أنت ؟ ، فأقول : محمد ، فيفتح لي فأخر ساجدا فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي ولا يحمده بها أحد بعدي ، فيقول الرب : ارفع رأسك ، قل يسمع لك وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : أي رب ، أمتي أمتي ، فيقول : أخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة ، فأخرجهم ، ثم أخر ساجدا فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي ولا يحمده بها أحد بعدي ، فيقول : ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : رب أمتي أمتي ، فيقول : أخرج من كان في قلبه برة فأخرجهم ، قال : ثم أخر ساجدا فأقول مثل ذلك ، فيقال : أخرج من كان في قلبه مثقال ذرة فأخرجهم . ا هـ لم يذكر قصة نوح " . وكذلك رواه معبد بن هلال . ا ه

التالي السابق


الخدمات العلمية