الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
874 - أنبأ محمد بن علي بن الحسين المستملي ، ثنا أحمد بن مهدي ، ثنا عبد الأعلى بن حماد ، (ح) وأنبأ محمد بن إبراهيم ، ثنا زكريا بن يحيى بن إياس ، ثنا عبد الأعلى بن حماد ، ومحمد بن عبد الأعلى ، قالا : ثنا معتمر بن سليمان ، قال : سمعت حميدا ، يحدث عن أنس ، قال : " يلقى الناس يوم القيامة ما شاء الله أن يلقوا من الحبس ، فيقولون : انطلقوا بنا إلى آدم يشفع لنا إلى ربنا ، قال : فينطلقون إليه ، فيقولون : يا آدم اشفع لنا إلى ربنا [ ص: 844 ] ، فيقول : لست هناك ولكن انطلقوا إلى خليل الله إبراهيم ، قال : فينطلقون إليه ، فيقولون : يا إبراهيم اشفع لنا إلى ربنا ، فيقول : لست هناك ولكن انطلقوا إلى نبي اصطفاه الله برسالته وبكلامه ، قال فينطلقون إلى موسى عليه السلام ، فيقول : لست هناك ولكن انطلقوا إلى روح الله وكلمته ، قال : فينطلقون إليه ، فيقولون : يا عيسى اشفع لنا إلى ربنا ، فيقول : لست هناك ولكن انطلقوا إلى من جاء اليوم مغفورا له ليس عليه ذنب ، قال : فينطلقون إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقولون : يا محمد اشفع لنا إلى ربنا ، فيقول : أنا لها وأنا صاحبها " ، قال صلى الله عليه وسلم : " فأنطلق حتى أستفتح باب الجنة ، فيفتح لي فأدخل وربي عز وجل على عرشه ، فأخر له ساجدا فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبلي " ، وحسبته قال : " ولا أحد بعدي ، قال : فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، قل نسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب يا رب ، قال : فيقال : أخرج من كان في قلبه شعيرة ، قال : فأخر ساجدا ، فأحمده بمحامد لم يحمده أحد قبلي " ، وحسبته قال : " ولا أحد بعدي ، قال : فيقال : ارفع رأسك يا محمد ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب يا رب ، قال : فيقال : أخرج من كان في قلبه مثقال خردلة أو برة ، قال : فأخر ساجدا فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبلي ولا يحمده " ، حسبته قال : " أحد بعدي ، قال : فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، قل نسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب يا رب ، قال : فيقول : أخرج من كان في قلبه أدنى شيء ، فيخرج أناس من النار يقال لهم الجهنميون ، وإنهم لفي الجنة " ، قال : فقال له رجل : يا أبا حمزة ، أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ، قال : فتغير وجهه واشتد عليه وقال : ما كل ما نحدثكم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن لم نكن يكذب بعضنا على بعض . ا هـ / 50

التالي السابق


الخدمات العلمية