الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
877 - أنبأ محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ، ثنا يونس بن محمد ، ثنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن الهاد ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي ، يوم القيامة ولا فخر ، وأعطى لواء الحمد ولا فخر ، وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يدخل الجنة ولا فخر ، وأنا آتي باب الجنة فآخذ بحلقتها فيقولون : من هذا ، فأقول : أنا محمد ، فيفتحون لي فأجد الجبار تبارك وتعالى مستقبلي فأسجد له فيقول : ارفع رأسك يا محمد ، وقل نسمع منك ، وقل يقبل منك ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي ، فأقول : أمتي أمتي يا رب ، فيقول : اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة ، فأقبل فمن وجدت في قلبه ذلك فأدخلهم الجنة ، فإذا الجبار مستقبلي فأسجد له فيقول : ارفع رأسك يا محمد ، وتكلم يسمع منك واشفع تشفع فأرفع رأسي ، فأقول : أمتي أمتي يا رب ، فيقول : اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال نصف حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة ، فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة ، فأجد الجبار مستقبلي فأسجد له فيقول : ارفع رأسك يا محمد ، وقل نسمع منك ، وقل يقبل منك ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أمتي أمتي أي رب ، فيقول : اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة خردل من الإيمان فأدخله الجنة ، فأذهب [ ص: 847 ] فمن وجدت في قلبه ذلك أدخلتهم الجنة ، وفرغ الله من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار فيقول أهل النار : ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئا ، فيقول الجبار : فبعزتي لأعتقنهم من النار ، فيرسل إليهم ، فيخرجون من النار قد امتحشوا ، فيدخلون الجنة في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ، ويكتب بين أعينهم : هؤلاء عتقاء الله ، فيذهب بهم فيدخلون الجنة ، فيقول لهم أهل الجنة : هؤلاء الجهنميون ، فيقول الجبار : بل هؤلاء عتقاء الجبار عز وجل . ا هـ / 50 هذا حديث صحيح مشهور عن ابن الهاد " . ا هـ / 50

التالي السابق


الخدمات العلمية