الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              الظلم وانعكاساته على الإنسانية (رؤية شرعية)

              الأستاذ الدكتور / عثمان محمد غنيم

              - جماعات المصالح في مجتمعات الظلم:

              تتشكل في مجتمعات الظلم وضمن شبكة العلاقات الاجتماعية بين الأسياد مجموعات مصالح على نوعين:

              - النوع الأول: ينجم بفعل العلاقات الاجتماعية الرأسية، ويتمثل في جماعات مصالح غير متكافئة، وغير متوازنة قد تجمع بعض الأسياد من مستويات ورتب مختلفة في الهرم الاجتماعي.

              - النوع الثاني: يرتبط بالعلاقات الاجتماعية الأفقية، حيث تتشكل أحيانا جماعات مصالح متكافئة ومتوازنة تجمع الأسياد من نفس الرتبة [ ص: 159 ] والمستوى الاجتماعي فقط، لتحقيق مصالحهم بكل السبل وبدون أي وازع ديني أو إنساني أخلاقي، يقول المولى عز وجل: ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ) (الفرقان:27-29).

              وجماعات المصالح بنوعيها ما هم إلا طغاة صغار في ظل طاغية كبير "وهكذا الشأن بين كبار اللصوص ومشاهير القراصنة: فريق يستكشف البلد، وفريق يلاحق المسافرين، فريق يقف على مرقبة وفريق يختبئ، فريق يقتل وفريق يسلب، ولكنهم رغم تعـدد المراتب بينهم، وكانوا بعضا توابع وبعضا رؤساء، إلا أنه ما من أحد منهم إلا خرج بكسب ما" [1] . [ ص: 160 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية