الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: وقالوا قلوبنا غلف فيه تأويلان: أحدهما: يعني في أغطية وأكنة لا تفقه، وهذا قول ابن عباس ، ومجاهد وقتادة ، والسدي . والثاني: يعني أوعية للعلم، وهذا قول عطية، ورواية الضحاك عن ابن عباس . بل لعنهم الله بكفرهم واللعن: الطرد والإبعاد، ومنه قول الشماخ:


                                                                                                                                                                                                                                        ذعرت به القطا ونفيت عنه مقام الذئب كالرجل اللعين



                                                                                                                                                                                                                                        ووجه الكلام: مقام الذئب اللعين كالرجل. في قوله تعالى: فقليلا ما يؤمنون تأويلان: أحدهما: معناه فقليل منهم من يؤمن، وهذا قول قتادة، لأن من آمن من أهل الشرك أكثر ممن آمن من أهل الكتاب. والثاني: معناه فلا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم، وهو مروي عن قتادة. ومعنى ( ما ) هنا الصلة للتوكيد كما قال مهلهل:


                                                                                                                                                                                                                                        لو بأبانين جاء يخطبها     خضب ما أنف خاضب بدم

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 158 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية