الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
7- الخطاب بالاسم والخطاب بالفعل :

الاسم يدل على الثبوت والاستمرار . والفعل يدل على التجدد والحدوث ، ولكل منهما موضعه الذي لا يصلح له الآخر ، فيأتي التعبير مثلا في النفقة بالفعل كقوله : الذين ينفقون في السراء والضراء ، ولم يقل " المنفقون " ويأتي التعبير في الإيمان بالاسم كقوله : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ; لأن النفقة أمر فعلي شأنه الحدوث والتجدد بخلاف الإيمان فإنه له حقيقة تقوم بدوام مقتضاها ، والمراد بالتجدد في الماضي الحصول مرة بعد أخرى ، وفي المضارع أن من شأنه أن يتكرر ويقع مرة بعد أخرى ، ومضمر الفعل في ذلك كمظهره ولهذا قالوا : إن سلام إبراهيم عليه السلام أبلغ من سلام الملائكة في قوله تعالى : إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما ، فالنصب على أنه مصدر سد مسد الفعل ، وأصله :

[ ص: 197 ] نسلم عليك سلاما ، وهذه العبارة مؤذنة بحدوث التسليم منهم ، بخلاف رده : قال سلام ، فإنه معدول به إلى الرفع على الابتداء ، وخبره محذوف والمعنى : عليكم سلام . للدلالة على إثبات السلام ، كأنه قصد أن يحييهم بأحسن مما حيوه به ، أخذا بأدب الله تعالى وهو أيضا من إكرامه لهم .

"

التالي السابق


الخدمات العلمية