الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 117 ] ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه .

                                                                                                                          4285 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ، ببيت المقدس قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا محمد بن يوسف عن الأوزاعي عن الزهري عن سهل بن سعد الساعدي ، أن عويمرا العجلاني أتى عاصم بن عدي وكان سيد بني العجلان ، فقال : كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه ، أم كيف يصنع ؟ فقال : سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، قال : فأتى عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه ، أم كيف يصنع ؟ فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها ، فأتى عويمرا ، فقال له : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد كره [ ص: 118 ] المسائل وعابها ، فقال عويمر : والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فأتى عويمر فسأله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أنزل الله جل وعلا فيك وفي صاحبتك ، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا بما سمى الله في كتابه ، قال : فلاعنها ، ثم قال : يا رسول الله ، إن حبستها فقد ظلمتها ، قال : فطلقها ، وكانت سنة لمن بعدهما من المتلاعنين ، قال : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انظروا فإن جاءت به أسحم ، أدعج العينين ، عظيم الأليتين ، خدلج الساقين ، فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها ، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أحسب عويمرا إلا وقد كذب عليها ، قال فجاءت به على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر ، قال : فكان ينسب بعد إلى أمه .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية