الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                1618 ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأموي من أصل كتابه ، ثنا الربيع بن سليمان المرادي ، ثنا عبد الله بن وهب القرشي ، ثنا سليمان بن بلال ، ثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال : سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مسجد الكعبة فذكر الحديث وفيه : فأوحى إليه ما شاء فيما أوحى خمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة ، ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه فقال : يا محمد ما عهد إليك ربك ؟ قال : " عهد إلي خمسين صلاة على أمتي كل يوم وليلة " . قال : فإن أمتك لا تستطيع فارجع فليخفف عنك وعنهم . فالتفت إلى جبريل عليه السلام كأنه يستشيره في ذلك ، فأشار إليه أن نعم إن شئت . فعلا به جبريل فقال : " يا رب خفف عنا ، فإن أمتي لا تستطيع هذا " . فوضع عنه عشر صلوات ، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه ولم يزل يرده موسى إلى ربه حتى صار إلى خمس صلوات ، ثم احتبسه عند الخامسة فقال : يا محمد قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من هذه الخمس فضيعوه وتركوه ، وأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبصارا وأسماعا ، فارجع فليخفف عنك ربك . فالتفت إلى جبريل ليشير عليه فلا يكره ذلك جبريل ، فرفعه عند الخامسة فقال : " يا رب إن أمتي ضعاف أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم فخفف عنا " . فقال : إني لا يبدل القول لدي هي كما كتبت عليكم في أم الكتاب ، ولك بكل حسنة عشر أمثالها هي خمسون في أم الكتاب ، وهي خمس عليك وذكر الحديث . أخرجه البخاري في الصحيح من حديث سليمان بن بلال ، وأخرجه [ ص: 361 ] مسلم عن هارون الأيلي عن ابن وهب .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية