الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  11793 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، وخلف بن عمرو [ ص: 298 ] العكبري ، قالا : ثنا معلى بن مهدي الموصلي ، ثنا أبو عوانة ، عن أبي يونس ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن رجلا من بني عبس يقال له : خالد بن سنان قال لقومه : أنا أطفئ عنكم نار الحدثان ، قال : فقال له عمارة بن زياد رجل من قومه : والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقا فما شأنك وشأن نار الحدثان ؟ ، تزعم أنك تطفئها ، قال : فانطلق معه عمارة بن زياد في ناس من قومه حتى أتوها وهي تخرج في شق جبل في حرة يقال لها : حرة أشجع ، قال : فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فيها ، وقال : إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي ، فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا ، فاستقبلها خالد فجعل يضربها بعصاه وهو يقول : بدا بدا كل هدى مردا ، زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثيابي تندى حتى دخل معها الشق ، فأبطأ عليهم ، قال : فقال عمارة بن زياد : والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج إليكم بعد ، فقالوا : إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه قال : فدعوه باسمه قال : فخرج إليهم وقد أخذ برأسه ، فقال : ألم أنهكم أن تدعوني باسمي ؟ فقد والله قتلتموني ، فادفنوني فإذا مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فانبشوني فإنكم ستجدوني حيا ، قال : فمرت به الحمر فيها حمار أبتر ، فقالوا : انبشه فإنه قد أمرنا أن ننبشه ، فقال لهم عمارة بن زياد : لا تحدث مضر أنا ننبش موتانا والله لا تنبشوه أبدا ، قال : وقد كان خالد أخبرهم أن في عكم امرأته لوحين ، فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما ، فإنكم سترون ما تسألون عنه ، وقال : لا يمسهما حائض قال : فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما ، فأخرجتهما وهي حائض ، فذهب ما كان فيهما من علم ، قال : وقال أبو يونس : قال سماك : إن ابن خالد بن سنان أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي [ ص: 299 ] صلى الله عليه وسلم : " مرحبا بابن أخي " ، وأبو يونس حاتم بن أبي صغيرة " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية