الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إن الذين يجادلون الآية . أخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم ، بسند صحيح، عن أبي العالية قال : إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الدجال يكون منا في آخر الزمان، ويكون من أمره . فعظموا أمره، وقالوا : يصنع كذا، فأنزل الله : إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه [ ص: 50 ] قال : لا يبلغ الذي يقول : فاستعذ بالله فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من فتنة الدجال، لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس الدجال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار في قوله : إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان قال : هم اليهود، نزلت فيهم فيما ينتظرونه من أمر الدجال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس قال : زعموا أن اليهود قالت : يكون منا ملك في آخر الزمان، البحر إلى ركبتيه، والسحاب دون رأسه، يأخذ الطير بين السماء والأرض، معه جبل خبز ونهر ماء، فنزلت : لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : إن في صدورهم إلا كبر قال : عظمة قريش .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة : إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم : [ ص: 51 ] أي : لم يأتهم بذلك سلطان إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه . قال : الكبر في صدورهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة قال : قال سعيد : إنما حملهم على التكذيب الزيغ الذي في قلوبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة : وما يستوي الأعمى والبصير قال : الأعمى الكافر، والبصير المؤمن، والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما يتذكرون . قال : هم في نعتهم بعد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والحاكم وصححه، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كانت من فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة، أعظم من فتنة الدجال، وما من نبي إلا حذر قومه، ولأخبرنكم منه بشيء ما أخبره نبي قبلي . فوضع يده على عينه ثم قال : أشهد أن الله ليس بأعور .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 52 ] وأخرج ابن عدي عن سفينة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال، وهو أعور، بين عينيه ظفرة غليظة مكتوب عليه كافر، معه واديان؛ أحدهما جنة والآخر نار، فناره جنة وجنته نار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد وصف الدجال لأمته، ولأصفنه صفة لم يصفها أحد كان قبلي، إنه أعور وإن الله عز وجل ليس بأعور .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، وأبو داود، والترمذي وحسنه، عن أبي عبيدة بن الجراح : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه لم يكن نبي إلا وقد أنذر قومه الدجال، وأنا أنذركموه، فوصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي . قالوا : يا رسول الله، كيف قلوبنا يومئذ قال : مثلها، يعني اليوم، أو خير .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 53 ] وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد في "مسنده"، والحاكم، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني خاتم ألف نبي أو أكثر، وما بعث نبي إلا وقد حذر أمته، وإني قد بين لي من أمره ما لم يتبين لأحد وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وعينه اليمنى عوراء جاحظة لا تخفى كأنها نخامة في حائط مجصص، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري، معه من كل لسان، ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء، وصورة النار سوداء تدخن، يتبعه من كل قوم يدعونهم بلسانهم إليها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والبخاري، ومسلم، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج يعقوب بن سفيان في "مسنده" عن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال، وإني أحذركم [ ص: 54 ] أمره إنه أعور وإن ربي عز وجل ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه الكاتب وغير الكاتب معه جنة ونار، فناره جنة وجنته نار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة والبزار، وابن مردويه، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لخاتم ألف نبي أو أكثر، وإنه ليس منهم نبي إلا وقد أنذر قومه الدجال، وإنه تبين لي ما لم يتبين لأحد منهم، وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري عن ابن عمر قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال : إني أنذركموه، وما من نبي إلا قد أنذر قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمر قال : كنا نحدث بحجة الوداع ولا نرى أنه الوداع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان في حجة الوداع خطب [ ص: 55 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره، ثم قال : ما بعث الله من نبي إلا قد أنذر أمته، لقد أنذر نوح أمته والنبيون من بعده، ألا ما خفي عليكم من شأنه فلا يخفين عليكم، أن ربكم ليس بأعور، قالها ثلاثا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الدجال أعور العين اليمنى عليها طفرة، مكتوب بين عينيه كافر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الدجال أعور جعد حجان أقمر، كأن رأسه غصن شجرة، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، فإما هلك هلك فإنه أعور وإن الله ليس بأعور .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأنا أعلم بما [ ص: 56 ] مع الدجال، من الدجال معه نهران يجريان، أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تتأجج، فأما من أدرك ذلك فليأت النار الذي يراه فليغمض عينيه، ثم ليطأطئ رأسه ليشرب فإنه بارد، وإن الدجال ممسوح العين عليه طفرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها كل مؤمن كاتب وغير كاتب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أحدثكم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قط، إنه أعور وإنه يجيء معه بمثل الجنة والنار، فالذي يقول هي الجنة هي النار، وإني أنذركم به كما أنذر نوح قومه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والطبراني والحاكم عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سمع منكم بخروج الدجال فلينأ عنه ما استطاع فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فما يزال به حتى يتبعه مما يرى من الشبهات .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 57 ] وأخرج ابن أبي شيبة عن المغيرة بن شعبة قال : ما كان أحد يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مني قال : وما تسألني عنه؟ قلت : إن الناس يقولون : إن معه الطعام والشراب، قال : هو أهون على الله من ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من شر فتنة المسيح الدجال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعوذوا بالله من فتنة الدجال . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني والحاكم عن عبد الله بن حوالة الأزدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من نجا من ثلاث فقد نجا . قالها ثلاث [ ص: 58 ] مرات قالوا : ما ذاك يا رسول الله قال : موتي، والدجال وقتل خليفة مصطبر بالحق يعطيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن سلام قال : يمكث الناس بعد خروج الدجال أربعين عاما ويغرس النخل وتقوم الأسواق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العلاء بن الشخير : أن نوحا ومن بعده من الأنبياء كانوا يتعوذون من فتنة الدجال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال : لا يخرج الدجال حتى يكون خروجه أشهى إلى المسلمين من شرب الماء على الظمأ . فقال له رجل : لم قال : من شدة البلاء وجنادع الشر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال : لا يخروج الدجال حتى لا [ ص: 59 ] يكون غائب أحب إلى المؤمن خروجا منه، وما خروجه بأضر للمؤمن من حصاة يرفعها من الأرض وما علم أدناها وأقصاها إلا سواء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي وائل قال : أكثر أتباع الدجال اليهود وأولاد المومسات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال : كأني بمقدمة الأعور الدجال ستمائة ألف يلبسون التيجان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال : لو خرج الدجال لآمن به قوم في قبورهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم، عن هشام بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من [ ص: 60 ] الدجال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه، وابن ماجه عن أبي بكر الصديق قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن أبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده الدجال فقال : إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن الفلتان بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة، ممسوح العين اليسرى، عريض النحر، فيه دفا كأنه فلان بن عبد العزى أو عبد العزى بن [ ص: 61 ] فلان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن سفينة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنه لم يكن نبي إلا حذر الدجال أمته، هو أعور العين اليسرى، بعينه اليمنى ظفرة غليظة بين عينيه : كافر معه واديان، أحدهما جنة، والآخر نار فجنته نار وناره جنة، ومعه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين من الأنبياء، أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، فيقول لأناس : ألست بربكم أحيي وأميت؟ فيقول له أحد الملكين : كذبت فما يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه فيقول صاحبه : صدقت، فيسمعه الناس، فيحسبون أنما صدق الدجال، وذلك فتنة ثم يسير حتى يأتي المدينة فلا يؤذن له فيقول : هذه قرية ذاك الرجل ثم يسير حتى يأتي الشام فيقتله الله عند عقبة أفيق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يمكث [ ص: 62 ] أبوا الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما، ثم يولد لهما غلام أعور، أضر شيء وأقله نفعا، تنام عيناه ولا ينام قلبه، ثم نعت أبويه فقال : أبوه رجل طوال ضرب اللحم، طويل الأنف كان أنفه منقار، وأمه امرأة فرضاخية عظيمة الثديين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الدجال يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة، فيأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال : لو خرج الدجال لآمن به قوم في قبورهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 63 ] وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : يهبط الدجال من كور كرمان معه ثمانون ألفا عليهم الطيالسة ينتعلون الشعر كأن وجوههم مجان مطرقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة من طريق حوط العبدي، عن عبد الله قال : إن أذن حمار الدجال لتظل سبعين ألفا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن جنادة بن أبي أمية الدوسي قال : دخلت أنا وصاحب لي على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا عن غيره وإن كان عندك مصدقا قال : نعم، قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : أنذركم الدجال أنذركم الدجال أنذركم الدجال، فإنه لم يكن نبي إلا أنذره أمته، وإنه فيكم أيتها الأمة، وإنه جعد آدم ممسوح العين اليسرى، وإن معه جنة ونارا، فناره جنة وجنته نار، وإن معه نهر ماء وجبل خبز وإنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها، لا يسلط على [ ص: 64 ] غيرها وإنه يمطر السماء، ولا ينبت الأرض وإنه يلبث في الأرض أربعين صباحا حتى يبلغ منها كل منهل، وإنه لا يقرب أربعة مساجد، مسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد المقدس والطور وما شبه عليكم من الأشياء فإن الله ليس بأعور مرتين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن سمرة بن جندب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا، آخرهم الأعور الدجال، ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحيى لشيخ من الأنصار وإنه متى يخرج فإنه يزعم أنه الله، فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح من عمل له سلف، ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشيء من عمله سلف، وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس فهزمه الله وجنوده، حتى إن جذم الحائط وأصل الشجرة ينادي : يا مؤمن، هذا كافر [ ص: 65 ] يستتر بي، تعال فاقتله، ولن يكون ذاك كذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم تساءلون بينكم : هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا وحتى تزول جبال عن مراتبها، ثم على أثر ذلك القبض . وأشار بيده أي الموت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدجال يخوض البحار إلى ركبتيه، ويتناول السحاب، ويسبق الشمس إلى مغربها، وفي جبهته قرن يخرص منه الحيات وقد صور في جسده السلاح كله حتى ذكر السيف والرمح والدرق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : يخرج الدجال فيمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ منها كل منهل، اليوم منها كالجمعة، والجمعة كالشهر، والشهر كالسنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 66 ] ليصحبن الدجال قوم يقولون : إنا لنصحبه وإنا لنعلم أنه كذاب ولكنا إنما نصحبه لنأكل من الطعام ونرعى من الشجر . وإذا نزل غضب الله نزل عليهم كلهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه قال : ذكر الدجال عند عبد الله بن مسعود فقال : لا تكثروا ذكره؛ فإن الأمر إذا قضي في السماء كان أسرع لنزوله إلى الأرض أن يظهر على ألسنة الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية