الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون

                                                                                                                                                                                                                                        (84 ) أي : وتولى يعقوب عليه الصلاة والسلام عن أولاده بعد ما أخبروه هذا الخبر ، واشتد به الأسف والأسى ، وابيضت عيناه من الحزن الذي في قلبه ، والكمد الذي أوجب له كثرة البكاء حيث ابيضت عيناه من ذلك . فهو كظيم أي : ممتلئ القلب من الحزن الشديد ، وقال يا أسفى على يوسف أي : ظهر منه ما كمن من الهم القديم والشوق المقيم ، وذكرته هذه المصيبة الخفيفة بالنسبة للأولى المصيبة الأولى .

                                                                                                                                                                                                                                        (85 ) فقال له أولاده متعجبين من حاله : تالله تفتأ تذكر يوسف أي : لا تزال تذكر يوسف في جميع أحوالك . حتى تكون حرضا أي : فانيا لا حراك فيك ولا قدرة على الكلام . أو تكون من الهالكين أي : لا تترك ذكره مع قدرتك على ذكره أبدا .

                                                                                                                                                                                                                                        (86 ) فقال يعقوب إنما أشكو بثي أي : ما أبث من الكلام [ ص: 803 ] وحزني : الذي في قلبي. إلى الله : وحده لا إليكم ولا إلى غيركم من الخلق ؛ فقولوا ما شئتم ، وأعلم من الله ما لا تعلمون : من أنه سيردهم علي ويقر عيني بالاجتماع بهم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية