ولما كان العامل في "إذا" مقدرا بنحو أن يقال: نرد إذ ذاك إلى حالتنا الأولى ونقوم كما كنا؟ دل على هذا المحذوف قوله تعالى عنهم: nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=12قالوا أي مرة من المرات: nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=12تلك أي الردة إلى الحالة الأولى العجيبة جدا البعيدة من العقل في زعمهم nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=12إذا أي إذ نرد إلى حياتنا الأولى لا شيء لنا كما ولدنا لا شيء لنا، ونفقد كل ما سعينا في تحصيله وجمعه وتأثيله nindex.php?page=treesubj&link=28760_29050nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=12كرة أي رجعة وإعادة وعطفة nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=12خاسرة أي هي لشدة خسارتنا فيها بما فقدنا مما حصلناه من [ الحال و- ] المآل [ ص: 226 ] وصالح الخلال، عريقة في الخسارة حتى كأنها هي الخاسرة، ولعله عبر بالماضي لأنهم ما سمحوا بهذا القول إلا مرة من الدهر، وأما أغلب قولهم فكان أنهم يكونون على تقدير البعث أسعد من المؤمنين على قياس ما هم عليه في الدنيا ونحو هذا من الكذب على الله.

وَلَمَّا كَانَ الْعَامِلُ فِي "إِذَا" مُقَدَّرًا بِنَحْوِ أَنْ يُقَالَ: نُرَدُّ إِذْ ذَاكَ إِلَى حَالَتِنَا الْأُولَى وَنَقُومُ كَمَا كُنَّا؟ دَلَّ عَلَى هَذَا الْمَحْذُوفِ قَوْلُهُ تَعَالَى عَنْهُمْ: nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=12قَالُوا أَيْ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ: nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=12تِلْكَ أَيِ الرِّدَّةِ إِلَى الْحَالَةِ الْأُولَى الْعَجِيبَةِ جِدًّا الْبَعِيدَةِ مِنَ الْعَقْلِ فِي زَعْمِهِمْ nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=12إِذًا أَيْ إِذْ نُرَدُّ إِلَى حَيَاتِنَا الْأُولَى لَا شَيْءَ لَنَا كَمَا وُلِدْنَا لَا شَيْءَ لَنَا، وَنَفْقِدُ كُلَّ مَا سَعَيْنَا فِي تَحْصِيلِهِ وَجَمْعِهِ وَتَأْثِيلِهِ nindex.php?page=treesubj&link=28760_29050nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=12كَرَّةٌ أَيْ رَجْعَةً وَإِعَادَةً وَعَطْفَةً nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=12خَاسِرَةٌ أَيْ هِيَ لِشِدَّةِ خَسَارَتِنَا فِيهَا بِمَا فَقَدْنَا مِمَّا حَصَّلْنَاهُ مِنَ [ الْحَالِ وَ- ] الْمَآلِ [ ص: 226 ] وَصَالِحِ الْخِلَالِ، عَرِيقَةً فِي الْخَسَارَةِ حَتَّى كَأَنَّهَا هِيَ الْخَاسِرَةُ، وَلَعَلَّهُ عَبَّرَ بِالْمَاضِي لِأَنَّهُمْ مَا سَمَحُوا بِهَذَا الْقَوْلِ إِلَّا مَرَّةً مِنَ الدَّهْرِ، وَأَمَّا أَغْلَبُ قَوْلِهِمْ فَكَانَ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ عَلَى تَقْدِيرِ الْبَعْثِ أَسْعَدَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى قِيَاسِ مَا هُمْ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَنَحْوِ هَذَا مِنَ الْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ.