الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 214 ] حدثنا أبي رحمه الله ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر الأموي ، حدثني أبو عبد الرحمن زهير بن عباد ، حدثني ابن بكير البصري ، قال : قالت أم محمد بن كعب القرظي لابنها : يا بني لولا أني أعرفك صغيرا طيبا وكبيرا طيبا لظننت أنك أحدثت ذنبا موبقا ، لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار ، قال : يا أماه وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع علي وأنا في بعض ذنوبي فمقتني ، فقال : اذهب لا أغفر لك ، مع أن عجائب القرآن تورد علي أمورا حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي .

              حدثنا محمد بن علي ، حدثنا محمد بن الحسن بن زياد ، ثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني ، حدثني أبي ، عن جدي ، قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى محمد بن كعب يسأله أن يبيعه غلامه سالما - وكان عابدا خيرا - فقال : إني قد دبرته ، قال : فأرنيه ، فأتاه سالم ، فقال - عمر : إني قد ابتليت بما ترى وأنا والله أتخوف أن لا أنجو ، فقال له سالم بن عبد الله : إن كنت كما تقول فهو نجاتك ، وإلا فهو الأمر الذي تخاف ، قال : يا سالم عظنا ، قال : آدم صلى الله عليه وسلم عمل خطيئة واحدة خرج بها من الجنة ، وأنتم تعملون الخطايا ترجون أن تدخلوا بها الجنة ! ثم سكت .

              حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله بن زيد ، حدثنا أحمد بن إسحاق القاضي ، ثنا محمد بن القاسم ، ثنا الأصمعي ، ثنا أبو المقدام هشام بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي : أنه سئل ما علامة الخذلان ؟ قال :أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن ، ويستحسن ما كان قبيحا .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا علي بن إسحاق ، ثنا الحسين بن الحسن ، ثنا عبد الله بن المبارك ، ثنا عبيد الله بن وهب ، قال : سمعت محمد بن كعب القرظي يقول : لأن أقرأ في ليلة حتى أصبح إذا زلزلت الأرض زلزالها ، والقارعة ، لا أزيد عليهما وأتردد فيهما وأتفكر أحب إلي من أن أهدر [ ص: 215 ] القرآن هدرا أو قال : أنثره نثرا .

              أخبرني محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ، ثنا محمد بن الفضل بن موسى ، ثنا محمد بن بكار ، ثنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا عليه السلام ، قال الله تعالى : ( آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا ) . ولو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص للذين يقاتلون في سبيل الله ، قال الله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا ) .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية