الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم [30]

                                                                                                                                                                                                                                        هذه قراءة الكوفيين والبصريين ، وكذا في مصاحفهم ، وقرأ المدنيون (بما) بغير فاء ، وكذا في مصاحفهم فالقراءة بالفاء بينة لأنه شرط وجوابه . والقراءة بغير فاء فيها للنحويين ثلاثة أقوال : أحدها أن يكون "ما" بمعنى "الذي" فلا تحتاج إلى جواب بالفاء ، وهذا مذهب أبو إسحاق . والقول الثاني أن يكون ما للشرط وتكون الفاء محذوفة كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        من يفعل الحسنات الله يشكرها والشر بالشر عند الله مثلان



                                                                                                                                                                                                                                        وهذا قول أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش ، وزعم أن هذا يدل على أن حذف الفاء في الشرط جائز حسن لجلال من قرأ به . والقول الثالث أن ما ههنا للشرط إلا أنه جاز حذف الفاء لأنها لا تعمل في اللفظ شيئا وإنما وقعت على الماضي ، وهذا أولى الأقوال بالصواب . فأما أن يكون "ما" بمعنى الذي فبعيد لأنه يقع مخصوصا للماضي ، وأما أن يشبه هذا بالبيت الذي ذكرناه فبعيد أيضا لأن حذف الفاء مع الفعل المستقبل لا يجوز عند سيبويه إلا في ضرورة الشعر ، ولا يحمل كتاب الله عز وجل إلا على الأغلب الأشهر .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 84 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية