الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
{ وسئل صلى الله عليه وسلم عن العزل ، قال أو إنكم لتفعلون ؟ قالها ثلاثا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة } متفق عليه ، ولفظ مسلم { ألا عليكم أن لا تفعلوا ، ما كتب الله عز وجل خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون } . {

وسئل صلى الله عليه وسلم أيضا عن العزل فقال ما من كل الماء يكون الولد ، وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء .

} { وسأله صلى الله عليه وسلم آخر فقال : إن لي جارية وأنا أعزل عنها ، وأنا أكره أن تحمل ، وأنا أريد ما يريد الرجال ، وإن اليهود تحدث أن العزل موءودة صغرى ، فقال كذبت اليهود ، لو أراد الله أن يخلقه ما استطعت أن تصرفه } ذكرهما أحمد وأبو داود .

{ وسأله صلى الله عليه وسلم آخر فقال : عندي جارية وأنا أعزل عنها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن ذلك لا يمنع شيئا ، إذا أراد الله فجاء الرجل فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الجارية التي كنت ذكرتها لك [ ص: 263 ] حملت ، فقال أنا عبد الله ورسوله } ذكره مسلم ، وعنده أيضا { : إن لي جارية هي خادمتنا وساقيتنا وأنا أطوف عليها ، وأنا أكره أن تحمل ، فقال اعزل عنها إن شئت فإنه سيؤتيها ما قدر لها فلبث الرجل ، ثم أتاه فقال : إن الجارية قد حملت ، فقال قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها } .

وسأله صلى الله عليه وسلم آخر عن ذلك فقال { لو أن الماء الذي يكون منه الولد أهرقته على صخرة لأخرجه الله منها ، وليخلقن الله عز وجل نفسا هو خالقها } ذكره أحمد .

{ وسأله صلى الله عليه وسلم آخر فقال : إني أعزل عن امرأتي ، فقال : لم تفعل ذلك ؟ فقال : إني أشفق على ولدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان ذلك ضارا ضر فارس والروم وفي لفظ إن كان كذلك فلا ، ما ضر ذلك فارس والروم } ذكره مسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية