الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص

                                                                                                                                                                                                "فنقبوا" وقرئ بالتخفيف: فخرقوا في البلاد ودوخوا. والتنقيب: التنقير عن الأمر والبحث والطلب. قال الحارث بن حلزة [من الخفيف]:


                                                                                                                                                                                                نقبوا في البلاد من حذر المو ت وجالوا في الأرض كل مجال



                                                                                                                                                                                                ودخلت الفاء للتسبيب عن قوله: هم أشد منهم بطشا أي: شدة بطشهم أبطرتهم وأقدرتهم على التنقيب وقوتهم عليه. ويجوز أن يراد: فنقب أهل مكة في أسفارهم ومسايرهم في بلاد القرون، فهل رأوا لهم محيصا حتى يؤملوا مثله لأنفسهم، والدليل على صحته قراءة من قرأ: (فنقبوا) على الأمر، كقوله: فسيحوا في الأرض [التوبة: 2] وقرئ بكسر القاف مخففة من النقب وهو أن يتنقب خف البعير. قال [من الرجز]:


                                                                                                                                                                                                ما مسها من نقب ولا دبر



                                                                                                                                                                                                [ ص: 604 ] والمعنى: فنقبت أخفاف إبلهم، أو: حفيت أقدامهم ونقبت، كما تنقب أخفاف الإبل لكثرة طوفهم في البلاد هل من محيص من الله، أو من الموت.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية