الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                الحديث الثاني:

                                786 820 - ثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، ثنا مسعر، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، قال: كان سجود النبي -صلى الله عليه وسلم- وركوعه وقعوده بين السجدتين قريبا من السواء.

                                [ ص: 132 ] الحديث الثالث:

                                787 821 - ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي بنا.

                                قال ثابت: كان أنس بن مالك يصنع شيئا لم أركم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل: قد نسي، وبين السجدتين حتى يقول القائل: قد نسي.


                                التالي السابق


                                وقد تقدمت هذه الأحاديث الثلاثة في " باب: الرفع من الركوع ".

                                وحكم الرفع من السجود والجلوس بين السجدتين حكم الرفع من الركوع، على ما سبق ذكره.

                                وذكرنا هنالك: أن تطويل النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك في حديث أنس إنما كان حين يطيل القيام والركوع والسجود، وأن تخفيفه كما في حديث مالك بن الحويرث كان إذا لم يطل القيام والركوع والسجود، وأن حديث البراء بن عازب يفسر ذلك، حيث قال: كان سجوده وركوعه وقعوده بين السجدتين قريبا من السواء.

                                ولم يخرج البخاري في الدعاء والذكر بين السجدتين شيئا؛ فإنه ليس في ذلك شيء على شرطه.

                                وفيه: عن ابن عباس ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بين السجدتين: " اللهم، اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني " .

                                خرجه أبو داود .

                                والترمذي ؛ وعنده: " واجبرني " بدل: " عافني ".

                                وابن ماجه ، وعنده: " وارفعني " بدل: " اهدني "، وعنده: أنه كان [ ص: 133 ] يقوله في صلاة الليل.

                                وفي إسناده كامل بن العلاء ؛ وثقه ابن معين وغيره، وقال النسائي : ليس بالقوي، وتكلم فيه غير واحد.

                                وقد اختلف عليه في وصله وإرساله.

                                وقد روي هذا من حديث بريدة - مرفوعا - وإسناده ضعيف جدا.

                                وروي عن علي بن أبي طالب - موقوفا عليه - وعن المقدام بن معدي كرب .

                                وخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث حذيفة ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بين السجدتين: " رب اغفر لي ".

                                واستحب الإمام أحمد ما في حديث حذيفة ، فإنه أصح عنده من حديث ابن عباس ، وقال: يقول: " رب اغفر لي " ثلاث مرات، أو ما شاء.

                                ومن أصحابه من قال: يقولها مرتين فقط.

                                ومنهم من قال: يقولها ثلاثا كتسبيح الركوع والسجود، وحمل حديث حذيفة أنه كان يكرر ذلك؛ فإن في حديثه: أن جلوسه بين السجدتين كان نحوا من سجوده.

                                وروي عن أكثر العلماء استحباب ما في حديث ابن عباس ، منهم: مكحول والثوري وأصحاب الشافعي .

                                وقال إسحاق : كله جائز، وعنده: إن قال ما في حديث ابن عباس لم يكرره، وإن قال: " رب اغفر لي " كرره ثلاثا.

                                وحكم هذا الذكر بين السجدتين عند أكثر أصحاب أحمد حكم التسبيح في [ ص: 134 ] الركوع والسجود، وأنه واجب تبطل الصلاة بتركه عمدا، ويسجد لسهوه.

                                وروي عن أحمد ، أنه ليس بواجب. قال حرب : مذهب أحمد : أنه إن قال جاز، وإن لم يقل جاز، والأمر عنده واسع.

                                وكذا ذكر أبو بكر الخلال ، أن هذا مذهب أحمد .

                                وهذا قول جمهور العلماء.

                                وحكي عن أبي حنيفة ، أنه ليس بين السجدتين ذكر مشروع بالكلية.

                                وعن بعض أصحابه، أنه يسبح فيه.



                                الخدمات العلمية