الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      2439 أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير قال حدثنا أبي عن شعيب عن الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير لك وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان قال أبو بكر هل على من يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله قال نعم وإني أرجو أن تكون منهم يعني أبا بكر

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      2439 ( من أنفق زوجين ) قال في النهاية : الأصل في الزوج الصنف والنوع من كل شيء ، ومن كل شيئين مقترنين شكلين كانا أو نقيضين فهما زوجان ، وكل واحد منهما زوج ، يريد من أنفق صنفين من ماله ( من شيء من الأشياء ) أي من صنف من أصناف المال ، فرسين ، أو بعيرين ، أو عبدين ، قال القاضي عياض : وقيل : يحتمل أن يكون هذا الحديث في جميع أعمال البر من صلاتين ، أو صيام يومين ، والمطلوب تشفيع صدقته بأخرى ( في سبيل الله ) قيل : هو على العموم في جميع وجوه الخير وقيل : هو مخصوص بالجهاد ، قال القاضي عياض : والأول أصح وأظهر ( دعي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ) قال النووي : قيل : معناه لك هنا خير ثواب وغبطة ، وقيل : معناه هذا الباب فيما نعتقده خير لك من غيره من الأبواب ؛ لكثرة ثوابه ونعيمه ، فيقال : فادخل منه ، ولا بد من تقدير ما ذكرناه أن كل مناد يعتقد أن ذلك الباب أفضل من غيره ( فمن كان من أهل الصلاة الحديث ) قال النووي : قال العلماء : معناه من كان الغالب عليه في عمله وطاعته ذلك ، وقال القاضي عياض : قد ذكر هنا من أبواب الجنة الثمانية أربعة أبواب : باب الصلاة ، وباب الصدقة ، وباب الصيام ، وباب الجهاد , وقد ورد في حديث آخر باب التوبة ، وباب الكاظمين الغيظ والعافين [ ص: 10 ] عن الناس ، وباب الراضين ، فهذه سبعة أبواب جاءت في الأحاديث ، وجاء في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم يدخلون من الباب الأيمن ، فلعله الباب الثامن . وقال ابن بطال : فإن قلت : النفقة إنما تكون في باب الجهاد والصدقة ، فكيف تكون في باب الصوم والصلاة؟ قلت : عنى بالزوجين نفسه وماله ، والعرب تسمي ما يبذله الإنسان من النفس نفقة ، يقول فيما يعلم من الصنعة : أنفقت فيها عمري ، فإتعاب الجسم في الصوم والصلاة إنفاق ( من باب الريان ) قال العلماء : سمي باب الريان تنبيها على أن العطشان بالصوم في الهواجر سيروى ، وعاقبته إليه ، وهو مشتق من الري .




                                                                                                      الخدمات العلمية