الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            8511 - أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد الفقيه ، وأبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ، قالا : ثنا معاذ بن نجدة القرشي ، ثنا بشير بن المهاجر ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، قال : " يجيء قوم صغار العيون ، عراض الوجوه كأن وجوههم الحجف ، فيلحقون أهل الإسلام بمنابت الشيح ، كأني أنظر إليهم وقد ربطوا خيولهم بسواري المسجد " فقيل لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : يا رسول الله من هم ؟ قال : " الترك " " هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .

                                                                                            وقد اتفق الشيخان - رضي الله عنهما - على حديث أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، قال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك عراض الوجوه صغار العيون ، ذلف الأنوف ، كأن وجوههم المجان المطرقة .

                                                                                            سمعت الفقيه الأديب الأوحد أبا بكر محمد بن علي القفال غير مرة ، يقول : سمعت أبا بكر محمد بن يحيى الصولي النحوي ، يقول : " أول من مدح الترك من شعراء العرب علي بن العباس الرومي حيث يقول :


                                                                                            إذا ثبتوا فسد من حديد تخال عيوننا فيه تحار     وإن برزوا فنيران تلظى
                                                                                            على الأعداء يصرفها استعار     ملوك الأرض أعينهم صغار
                                                                                            إذا برزوا وأنفسهم كبار .



                                                                                            [ ص: 671 ]

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية