الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1180 حدثني زهير بن حرب حدثنا إسمعيل بن إبراهيم ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا محمد بن بكر قالا أخبرنا ابن جريج ح وحدثنا علي بن خشرم واللفظ له أخبرنا عيسى عن ابن جريج قال أخبرني عطاء أن صفوان بن يعلى بن أمية أخبره أن يعلى كان يقول لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتني أرى نبي الله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وعلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب قد أظل به عليه معه ناس من أصحابه فيهم عمر إذ جاءه رجل عليه جبة صوف متضمخ بطيب فقال يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعد ما تضمخ بطيب فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سكت فجاءه الوحي فأشار عمر بيده إلى يعلى بن أمية تعال فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا النبي صلى الله عليه وسلم محمر الوجه يغط ساعة ثم سري عنه فقال أين الذي سألني عن العمرة آنفا فالتمس الرجل فجيء به فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك ما تصنع في حجك

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( متضمخ ) هو بالضاد والخاء المعجمتين ، أي : متلوث به مكثر منه .

                                                                                                                قوله : ( محمر الوجه يغط ) هو بكسر الغين ، وسبب ذلك شدة الوحي وهوله ، قال الله تعالى : إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات ) إنما أمر بالثلاث مبالغة في إزالة لونه [ ص: 258 ] وريحه ، والواجب الإزالة ، فإن حصلت بمرة كفت ، ولم تجب الزيادة ، ولعل الطيب الذي كان على هذا الرجل كثير ، ويؤيده قوله : ( متضمخ ) قال القاضي : ويحتمل أنه قال له : ثلاث مرات اغسله . فكرر القول ثلاثا ، والصواب ما سبق . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية