الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو الجود

                                                                                      الإمام المحقق شيخ المقرئين أبو الجود غياث بن فارس بن مكي اللخمي المنذري المصري الفرضي النحوي العروضي الضرير .

                                                                                      مولده في سنة ثماني عشرة وخمسمائة .

                                                                                      وتلا بالروايات على الشريف الخطيب أبي الفتوح الزيدي وسمع منه ومن عبد الله بن رفاعة . وتلا أيضا على اليسع بن جزم الغافقي بما في " التيسير " عن أبيه وغيره عن أبي داود بن نجاح ، وتصدر للإقراء دهرا ، وانتشر أصحابه ، منهم الشيخ علم الدين السخاوي ، وعبد الظاهر بن نشوان ، والفقيه زيادة وأبو عمرو بن الحاجب ، والمنتجب الهمذاني ، [ ص: 474 ] وعلم الدين القاسم بن أحمد اللورقي ، والكمال العباسي الضرير ، وأبو علي منصور بن عبد الله الضرير ، والتقي عبد الرحمن بن مرهف الناشري ، وأبو الفتح عبد الرحمن بن مرهف الناشري وأبو الطاهر إسماعيل بن هبة الله الملنجي ، وآخرون .

                                                                                      ذكره الحافظ عبد العظيم في " الوفيات " فقال أقرأ الناس دهرا ورحل إليه ، وأكثر المتصدرين للإقراء بمصر أصحابه ، وأصحاب أصحابه . سمعت منه ، وقرأت القراءات في حياته على أصحابه ولم يتيسر لي القراءة عليه ، وكان دينا فاضلا بارعا في الأدب ، حسن الأداء ، لفاظا ، متواضعا ، كثير المروءة ، لا يطلب منه قصد أحد في حاجة إلا يجيب ، وربما اعتذر إليه المشفوع إليه ولم يجبه ، ثم يطلب منه العود إليه فيعود إليه ، تصدر بالجامع العتيق بمصر وبمسجد الأمير موسك وبالفاضلية ، إلى أن توفي في تاسع رمضان سنة خمس وستمائة رحمه الله .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية