الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقنا ببعضنا لكن أهلها رفضوني بسبب أني من قرية أخرى!

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب سعودي أدرس في الجامعة، أعجبت بفتاة تدرس في نفس كليتي، وكنت أراها كل يوم بحكم وجودها في نفس الكلية، أعجبت بدينها وأخلاقها، وأيضاً جمالها، كنت أتعلق بها يوماً بعد يوم، وكان هذا من طرفي أنا فقط، استمررت على هذه الحال ما يقارب السنة، بعدها وكلت شخصاً للحديث مع والدها، فكان رده الرفض القاطع، دون أن يعرف من أنا، فقط لمجرد أني من قرية أخرى غير قريتهم.

طبعاً أنا لم أيأس، وقررت أن أعيد الكرة، وبسبب خوفي من الإحراج رأيت أنه يجب أن أستشير الفتاة في البداية، كان ردها أنها لا تستطيع الرد بدون أهلها، ومع مرور الأيام كانت الفتاة تتعلق بي بعدما رأت أني شخص ذو خلق ودين -والحمد لله- وسمعت عني ربما من الفتيات الأخريات من نفس قريتي، وذات مرة ساعدتها بالدراسة، عن طريق الصدفة.

بعدما يقارب نصف السنة، فتحت معها الموضوع مرة أخرى عن طريق موقع الجامعة، ووعدتها بالزواج، وبعد فترة أضفتها على الماسنجر، طبعاً كنا نتحدث عن كيفية إقناع أهلها، وأيضاً ليتعرف كل منا على الآخر، وفي آخر فترة طلبت منها جس نبض أمها، فكان ردها أشد رفضاً من أبيها لنفس السبب أني من قرية أخرى، فقررنا أن نقطع الاتصال بيننا، خوفاً من أن لا يكون نصيب بيننا، حتى لا يزداد تعلق كل منا بالآخر، مع العلم أننا تعلقنا كثيراً ببعض.

هل أتقدم لخطبتها، مع الاحتمال الكبير للرفض، أم أصبر قليلاً ؟ ماذا أفعل؟ خاصة أنها متعلقة بي كثيراً، وأنا كذلك، ومع العلم أني جاهز لخطبتها في أي وقت، وهي تريد، ولا أريد أن أزيد المدة علي وعليها، وفي النهاية لا يكون نصيب بيننا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد أسعدني قطعكم للعلاقة، وأفرحني حرصك على حسم الأمر بصورة نهائية، وكم تمنينا أن يستشير الشباب موقعهم قبل الشروع في مثل هذه الموضوعات، بالإضافة إلى وضع الأهل في الصورة منذ البداية، وأهم من كل ذلك البحث عن الوسيط المناسب، حيث ثبت أنه من المفيد أن يكون الطلب بواسطة وجهاء من أهل الشاب أو فضلاء من أهل العلم؛ لأن مجيء أمثال هؤلاء يشعر أهل الفتاة بمزيد من الثقة والأمان.

أرجو أن يستمر التوقف حتى توضع العلاقة في إطارها الشرعي، أو يقضي الله أمراً كان مفعولاً، مع ضرورة كتمان أمر العلاقة السابقة، والاستغفار والتوبة مما حصل فيها، ولا مانع من تكرار المحاولات ولكن بالمجيء للبيوت من أبوابها، ونتمنى أن تكرر المحاولات وتطلب مساعدة أصحاب الوجاهات، بعد أن تتوجه إلى من بيده الخير.

لا شك أن الشرع الحنيف يجعل هذا الأمر بيد الفتى والفتاة، ويجعل دور الأهل استشارياً وتوجيهياً فقط طالما كان الخاطب صاحب دين وخلق، ولكن قد يصعب على الإنسان أن ينال السعادة مع زوجة دون أن ينال موافقة أهلها ورضاهم؛ لأن في ذلك أيضاً عوناً لهم على أداء كافة الحقوق والواجبات.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لكما الخير ثم يرضيكما به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً