الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية تنظيم الوقت وكيفية في التحصيل الدراسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أحببت أن أراسلكم لأشارككم مشكلتي التي قد تبدو صغيرة، لكن بعد الغوص في كوامني ستجدونها مخلفة جرحاً عميقاً.
أنا فتاة عمري (16 سنة)، مشكلتي أني أصبحت أرتبك قبل الامتحان، حتى أصبحت علاماتي في المواد العلمية ضعيفة! للعلم أني هذه السنة قمت باختيار شعبة علوم رياضية، بتوجيه من أساتذة المادة.

السنة الماضية لم أكن أعاني من هذا المشكل، كنت أحصل على أعلى الدرجات في المؤسسة، وبفضل الله حصلت السنة الماضية على الرتبة الأولى في ثانويتي.

أما مشكلتي الثانية أن الشخصية التي أحلم بها لا زلت لا أملكها، هذا لا يعني أن شخصيتي ضعيفة، ولا أجيد التعامل لا بل أنا -والحمد لله- فتاة متحجبة ومحبوبة، لكن كم أتمنى من المولى أن تساعدوني لكي أصبح فتاة أكثر حكمة، تزن كلامها قبل أن تتلفظ به، تحسن التصرف في كل المواقف، عقلها يسبق تفكيرها، فتاة أكثر رزانة.

مشكلتي الأخيرة أني كل مرة أعد فيها نفسي مثلاً أن أنظم الوقت، مثلاً لا أفي بوعدي، هذا ما يفقدني الثقة في النفس.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نؤكد لك أننا لا نقلل أبداً من شكواك، وإن شاء الله تجدين منا كل الاعتبار والتقدير، وهذا هو الذي حدث، وباختصار المحاور الثلاثة التي وردت في رسالتك، والتي تسبب لك المشاكل، كلها تدور حقيقة حول القلق النفسي، والقلق الذي تعانين منه هو من الدرجة البسيطة إلى الدرجة المتوسطة، وأيضاً شابه شيء من الوساوس البسيطة، هي التي جعلتك تحسين بعدم الثقة في النفس، وأتاك الشعور بأنك غير مقتدرة، وتريدين أن تحسني التصرف، كما ذكرت قبل التلفظ بأي شيء، خاصة في المواقف الاجتماعية.

هذا نوع من القلق الوسواسي هو الذي أصبح يعطيك هذا الشعور بأنك لا تؤدين أداءً اجتماعياً جيداً.

القلق والوسواس يعالج دائماً بتجاهله، وأنت الحمد لله لديك نجاحات جيدة على المستوى الأكاديمي، وكل المطلوب منك هو أن تنظمي الوقت، وتنظيم الوقت أفضل طريقة له هو أن تتخذي من الصلوات الخمس نقاط ارتكاز، ماذا سوف أفعل بعد صلاة الفجر؟ سوف أفعل كذا وكذا، ماذا سوف أفعل قبل الظهر وبعده؟ العصر قبله وبعده، المغرب قبله وبعده، وكذلك العشاء.

إذن هذه الركائز هي التي تجعل الإنسان ينظم وقته بصورة ممتازة، وبما أن الصلاة هي كتاب موقوت، فهي لها وقت محدد، وهذا إن شاء الله يعطيك النموذج الأفضل لترتيب وقتك، وهذا إن شاء الله يُشعرك بالرضا، ويُعرف تماماً أن الإنسان حين ينجز الأمور التي يريد إنجازها خاصة حيال نفسه، وكذلك حيال الآخرين تأتيه الثقة بالنفس؛ لأن اهتزاز الثقة بالنفس هو شعور، وكثيراً ما يكون قائماً على أفكار مغلوطة أو أفكار مشوهة أو أفكار غير صحيحة، فالإنسان إذا تذكر فقط أن الله تعالى قد كرمه على بقية المخلوقات هذا يجب أن يعطيه الثقة في نفسه.


أنصحك أيضاً أيتها الفاضلة الكريمة باتخاذ القدوة الحسنة، والقدوة الصالحة من زميلاتك وصديقاتك، هذا يفيدك كثيراً، وأرجو أن تمارسي التمارين الرياضية التي تكون متاحة للفتاة المسلمة، أنت فتاة محبوبة ومتحجبة وملتزمة، وهذا كله يجب أن يكون محفزاً ومشجعاً لك لأن تكوني أكثر ثقة في نفسك.

بالنسبة لقضية الارتباك قبل الامتحان فكما ذكرت لك هي ناتجة من القلق، وأنا إن شاء الله أعطيك دواء بسيطاً جدّاً يساعدك إن شاء الله في القضاء على هذه الحالة تماماً، الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine).

أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة من فئة خمسين مليجراماً، تناوليها ليلاً بعد الأكل، لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً