الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما بشرت بالحمل يصيبني الحزن، فلماذا؟

السؤال

أنا منذ مدة لا أشعر بأي فرح، حياتي كلها مسؤوليات، والذي زاد عليّ أني حامل للمرة الثالثة، ولا أعرف لماذا كلما بشرت بالحمل ينتابني شعور غريب أقرب إلى الحزن! لا أعرف هل أنا غير راضية أم ماذا؟ مع أني لم أكن هكذا في بداية زواجي، أخاف من الآتي مع أني كنت متفائلة، أخاف من الحياة، ولا أعرف ما تخبئه لي، أنا أعيش حياة لا معنى لها، أضحك فقط من أجل بناتي كي لا يصلهم شعوري ومعاناتي!

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ khadidja حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك أختي الفاضلة على السؤال.

كنت أودّ لو ذكرت لنا أعمار أطفالك، وخاصة الأصغر منهم، لأحاول معرفة إذا كان هناك ما يشير لشيء من الاكتئاب ما بعد الولادة، إذا كان طفلك الأصغر صغيرا جدا.

وهل يا ترى عانيت في الحملين السابقين بأي أعراض لاكتئاب ما بعد الولادة؟ وإذا كان الأمر متعلقا بالاكتئاب، فالعلاج بأحد مضادات الاكتئاب يأتي بنتائج جيدة عادة، والأمر يحتاج لخبرة الطبيب النفسي الخبير؛ ليعطي الدواء المناسب، والذي لا يسبب الأذى للحمل الحالي، وإن كنا ننصح عادة تجنب الأدوية في الأشهر الثلاثة الأولى، وهي الفترة الحرجة في تخلـّق الجنين.

وقد لا يكون الأمر متعلقا بأي شيء من الاكتئاب، وإنما هو حالة من القلق، إما بسبب ظروف وصعوبات شخصية، أو أسرية، أو اجتماعية، أو أنك تعيشين في حالة من القلق وعدم الاستقرار للأحداث الكثير التي تمرّ في العالم وفي المنطقة العربية بشكل خاص.

إن قلقك عندما سمعت بأنك حامل للمرة الثالثة قد يشير إلى مدى شعورك بالمسؤولية عن هذا الجنين والطفل الجديد، وهذا لاشك ينم عن خلق طيب جميل من حرصك على رعاية هذا الطفل، ولا ننس أيتها الأخت الكريمة رعاية الله تعالى، ليس فقط للجنين والطفل القادم، وإنما حتى أنت وزوجك وطفليك الآخرين، وكما يقول تعالى عند الحديث عن الرزق، وإن كان المعنى المستفاد من الآية أوسع من مجرد الرزق والطعام والشراب، عندما يقول تعالى: "... نحن نرزقهم وإياكم" أو عندما يقول: "...نحن نرزقكم وإياهم" فكرم الله الكريم لا محدود.

أنصحك بالحديث مع من ترتاحين للحديث معها كصديقة أو قريبة، تخففي فيها عما في نفسك من مشاعر وعواطف، وإن كان الأمر وكما ذكرت أعلاه أن له علاقة بشيء من الاكتئاب أن تراجعي طبيبا نفسيا، ليؤكد التشخيص، ومن ثم ينصح بالعلاج المناسب، فطفليك والطفل الجديد يريدونك في صحة طيبة، جسديا ونفسيا، ولي فقط من أجلهم، وإنما من أجلك وأجل زوجك.

وفقك الله، ويسّر لك الحمل والولادة، وأسعدك مع أسرتك الكريمة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً