الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني دائماً وساوس تشكيك في الدين ..فكيف أدفعها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية: أحب أن أحييكم وأهنئكم على هذا الموقع المفيد، وأسأل الله أن يثيبكم عليه.

أنا فتى، دائماً تأتيني وساوس تشكيك في الدين، وأنا أعلم جيدًا أنها من الشيطان، لكن المشكلة أني حتى إذا استعذت بالله لا تزال تراودني، والمشكلة أنها لم تدعني أخشع في صلاتي، وتجعلني أحدث نفسي كثيرًا.

أرجوكم، أريد حلاً لهذه المشكلة، فأنا أخاف أن أموت على الشرك.

اللهم ثبتنا على الدين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المقتدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - أيها الولد الحبيب - في استشارات إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، وبداية نطمئنك بأن هذه الوساوس لن تؤثر على دينك - بإذن الله - تعالى، فإن كراهيتك لها ونفورك منها دليل على إيمانك، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد شكى إليه بعض أصحابه وساوس يجدونها في صدورهم ويكرهون أن يتكلموا بها بألسنتهم، حتى إن الواحد منهم يُفضل أن يُحرق بالنار حتى يصير فحمًا، يفضل ذلك على أن يتكلم بتلك الوساوس التي يجدها في صدره، شكوا حالهم هذا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: (ذاك صريح الإيمان)، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - كراهتهم لتلك الوساوس ونفورهم منها علامة على وجود الإيمان في قلوبهم، وهذا ما نظنه فيك - أيها الحبيب -فإن خوفك من هذه الوساوس دليل على وجود الإيمان في القلب، أما القلب الذي لا إيمان فيه فإنه يرتاح لهذه الوساوس وتستقر فيه.

ومن ثم فنحن أولاً ندعوك إلى عدم القلق على إيمانك، ولكن ندعوك أيضًا إلى الأخذ بأسباب الشفاء من هذه الوساوس، فإن الله تعالى جعل لكل شيء سببًا، فسبب شفائك يتمثل في أمرين مهمين أرشدنا إليهما النبي - صلى الله عليه وسلم – بقوله: (فليستعذ بالله ولينته)، فهاتان الكلمتان منه - صلى الله عليه وسلم – فيهما بيان الشفاء من الوسوسة.

الدواء الأول: الاستعاذة بالله تعالى، فكلما خطر ببالك شيء من هذه الوساوس فالجأ سريعًا إلى الاستعاذة بالله، قائلاً (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه)، ملتجئًا إلى الله تعالى، وسيدفع الله عز وجل عنك شر الشيطان.

الدواء الثاني: ترك الاسترسال مع هذه الوساوس الذي عبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (ولينته) فانتهِ عن هذه الوساوس ولا تسترسل معها، وهذا يحصل بأن تشغل نفسك بشيء آخر بأمر دين أو دنيا، ولو بلعب ونحوه، فإذا عرض لك شيء من هذه الوسوسة فبادر سريعًا إلى شغل نفسك بشيء آخر.

ورأينا الأطباء كثيرًا ما يُرشدون المصاب بشيء من وساوس الشكوك إلى بعض التمارين المؤلمة ليحصل ما يسمى بفك الارتباط الشرطي، فينعقد في الذهن أنه إذا ورد الوسواس حصل ذلك الألم، كأن يضرب يده بقوة أو يفعل شيئًا يُزعجه كلما عرض له ذلك الوسواس، وبهذا ينفر من الوسوسة ويترك الاسترسال معها، فحاول بما استطعت أن تشغل نفسك عن الاسترسال بالوسوسة إذا عرضت لك، ولو بأن تشتغل في شيء من أمور دنياك لعبًا أو مخالطة للناس أو غير ذلك من الأساليب، ونحن على ثقة تامة بأنك إذا فعلت هذا فإنك ستُشفى - بإذن الله - جل وعلا.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يُذهب عنك كل سوء ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • لبنان osama

    الله يجزيكن الخير ويلهمنا السبات على هاذا الدين الصالح

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً