الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أسعى للإنجاب أم لا؟

السؤال

أرجو أن تتسع صدوركم لاستشاراتي، حتى أوصل إليكم الصورة، كنا أربعة أشقاء، وأنا أكبرهم، وإخوتي الثلاثة توفاهم الله في نفس العمر تقريباً، سن الرابعة، ماتوا جميعاً بنفس المرض والأعراض، وهي بعد أن يبلغ الطفل ستة أشهر يتوقف نموه الذهني، فلا يمشي ولا يتكلم، بل يظل راقداً، وهو ما يعرفه بعض الأطباء بضمور المخ، ثم يبدأ الطفل تدريجياً بالإصابة بنوبات صرعية، تبدأ في التزايد مع الأيام حتى تقضي عليه، عرض الأطفال على أكبر الأطباء في مصر فى ذلك الوقت (منتصف التسعينيات) وقمنا بعمل الأشعة والفحوصات المتاحة في ذلك الوقت، مثل رسم المخ، والأشعة المقطعية، وكانت النتيجة أنه لا علاج، فقط مهدئات لتخفيف حدة النوبات الصرعية، حتى ينتهي الأمر، المشكلة الآن أننا لم نقف على المسبب الذي أدى إلى أن يأتي ثلاثة إخوة لي بنفس المرض والأعراض، علماً بأن أبي وأمي ليسوا بأقارب، ولا يوجد أحد في عائلاتهم من هو مصاب بأمراض مشابهة، كما أن أبي له أولاد من زوجات أخريات، وكلهم أصحاء.

بعض الأطباء قال إن هناك احتمالاً أن تكون الأم تناولت دواء أثناء الحمل أدى إلى ذلك، أو أن يكون الأب استنشق مادة كيميائية أثناء عمله أدت إلى ذلك، وهي كلها احتمالات بعيدة تتضاءل نسبتها، خاصة مع تكرار الحالة مع الأطفال الثلاثة.

أنا الآن عمري 35 عاماً، متزوج، ولم أنجب بعد، وأسعى إلى الإنجاب، السؤال: ما مدى احتمال أن يكون المسبب جينياً؟ وأن أكون أنا حامل هذا الجين ويخرج من ذريتي أطفال مصابون بهذا المرض؟ وقد عرضت نفسي على بعض الأطباء قبل الزواج، فأخبروني أن تحليلات الجينات تجعلنا نستوثق من الأمر، وهي لا تجرى في الدول العربية، بل تجرى بالخارج وفي نطاق ضيق.

أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أولاً: إصابة ثلاث أشقاء بمرض واحد هو دليل قاطع على أن المرض وراثي وجيني.

ثانياً: إلى أن نعطي استشارة وراثية دقيقة يجب أن نعلم تشخيص المرض بشكل دقيق، وما نوع الخلل الجيني، حتى نبحث عنه ونجري تحاليل للأب والأم اللذين ينويان الإنجاب، لنعرف مدى احتمالية تكرار المرض من عدمه.

ثالثاً: ما تصفه يبدو من الأمراض الاستقلابية المتعلقة بمكونات الخلايا العصبية، والتي ينتمي معظمها لما يسمى الأمراض الجسمية المتنحية (Autosomal recessive disorders) وتلك الأمراض يحمل الأب جيناً ولا يظهر عليه المرض، وتحمل الأم جيناً ولا يظهر عليها المرض، وفي حال اجتمع الجينان معاً في طفل من الأطفال يظهر المرض، واحتمال ذلك هو خمسة وعشرون في المائة في كل حملن أي كاحتمال أن تختار من كيس مغلق الكرة السوداء، والكيس يحتوي ثلاث كور بيضاء وواحدة سوداء.

من الأغلب أن تكون فرصة تكرار المرض ضئيلة، خاصة إن كانت زوجتك ليست من أقاربك؛ لأن احتمال أن تمتلك الجين المصاب هو احتمال جزئي، واحتمال أن تحمل الجين زوجتك سيكون ضئيلاً، وبالتالي احتمال تكرار المرض في أطفالك سيكون قليلاً للغاية، وبالتالي فرصة إنجاب أطفال أصحاء كبيرة، لذا أعتقد أن النصيحة ستكون بالمضي في الإنجاب، واترك الأمور على الله العلي القدير، الذي بيده كل شيء، وحتى وإن كان الأطفال أصحاء، فمن يضمن لهم السلامة المطلقة من كل سوء غير الله، فهو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

هذا والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً