الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف ووساوس وتفكير بالموت وبالماضي.. أرجو المساعدة

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الخوف والوساوس- وساوس وتفكير بالموت وبالماضي- ولا أحس بنفسي، وعندي خوف وتسارع في نبضات قلبي، لكن حسبي الله ونعم الوكيل في إبليس اللعين، صرت أكره الدراسة، والجلوس مع الناس والأهل، وطول الوقت جالسة لوحدي، وأعاني من الوساوس في الأفكار.

أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يا رب عجل بالفرج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الخوف والوساوس والقلق قد تكون مرتبطة بظروف اجتماعية معينة، أو تغيرات حياتية، وبعض الناس لديهم أصلاً الاستعداد للقلق والخوف والوساوس، هذا نجده في مراحل عمرية معينة، مثلاً في فترات اليفاعة والشباب أصبحت أمراض الوسواس كثيرة جدًّا، وبصفة عامة هذه الحالات قد تكون عابرة ووقتية، وتختفي بعد فترة، حتى اختفائها يمكن أن يكون تلقائيًا، لكن حتى يُعجل الإنسان بتحسن حالته ويصل إلى مرحلة التعافي والشفاء - إن شاء الله تعالى – يسعى ويجتهد، يغير منهج حياته، ويعرف إن كان لديه قصور أو إخفاقات، بالرغم من وجود الإمكانات الذاتية لديه، وهذا أيضًا نشاهده كثيرًا، يعني أن بعض الناس لا يسعون إلى تغيير ما بأنفسهم، إنما يتركون التغيير يأتي لوحده، وهذا لا يمكن.

فأنت - أيتها الكريمة الفاضلة – مطالبة بالآتي:

أولاً: الخوف والوساوس يبحث فيها – كما ذكرت – إن كانت مرتبطة بأحداث معينة أو ظرف معين، وإن وجد سببًا فيجب أن يعالج هذا السبب.

ثانيًا: التفكير الإيجابي هو القانون الذهبي الذي إذا طبقه الإنسان تفرج همومه ويزداد تفاعله النفسي الإيجابي، وتختفي الأعراض، وأعني بالتفكير الإيجابي: أن يتدارس الإنسان نفسه، ويحللها، يعرف مصادر قوتها، ومصادر ضعفها، وما هي الأشياء التي تثير السلبيات، وما هي الأشياء التي تجعله يجهل الإيجابيات، وبعد ذلك تبدأ عملية التصحيح والتعديل من خلال: أن يستبدل الفكر والفعل السلبي بما يقابله من فكر وفعل إيجابي، هذا يتطلب الكثير من الدافعية، والجهد النفسي الذي هو بالطبع مطلوب ومطلوب جدًّا من أجل التغيير.

ثالثًا: تجاهل فكرة الخوف والوسواس تجاهلاً تامًا، واستبدال الفكر الوسواسي بفكر يخالفه.

رابعًا: ممارسة تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة وجيدة جدًّا، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها لتطبيق هذه التمارين بكل تفاصيلها، وسوف تجدي فيها الفائدة - إن شاء الله تعالى - .

خامسًا: حُسن إدارة الوقت. الفراغ، وعدم استمرار الوقت تعطي للوساوس والمخاوف فرصة كبيرة جدًّا لتسيطر وتستحوذ على الإنسان، ومن هنا إدارة الوقت يجب أن تُعطى اهتمامًا خاصًا، خاصة أنت في حاجة لتنظيم وقتك، خصصي وقتا للدراسة، وخصصي وقتا للراحة، ووقتا للترفيه عن النفس بما هو مباح ومتاح، المشاركة في أعمال المنزل مثلاً – وهكذا - ، إذن إدارة الوقت مطلب أساسي.

سادسًا: الرفقة الطيبة والحسنة، وأنا متأكد أن لديك الكثير من الصديقات الصالحات من الطيبات من البنات، وهنا يجد الإنسان المساندة وما يعينه على أمور الدين والدنيا.

سابعًا: طاعة الوالدين وبرهما من الأمور التي تفتح على الإنسان أبواب الخير وتجعله مطمئنًا، فاحرصي عليها.

ثامنًا: ليس هنالك ما نسميه بكراهية الدراسة، هنالك ما نسميه بعدم معرفة أهمية الدراسة، فأنت مطالبة حقيقة بأن تعطي التعليم أسبقية في جدول اهتماماتك، وأن يكون العلم هو أهم ما تبتغيه.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج الخوف من الموت سلوكيا: 261797 - 272262 - 263284 - 278081

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً