الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الصحة ومستوى التعليم، هل سببه عين حاسد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة مني لكم على الموقع المفيد والاجتماعي والثقافي.

إخواني وآبائي، لن أطيل في الحديث، ولكن سوف أعرض مشكلتي، وأرجو من الله أن تقدموا لي النصيحة المفيدة.

إخواني، أنا طالب جامعي، ولدي مشكلة أراها مرهقة لي أشد الإرهاق، وهي أني كنت أحد ممارسي العادة السرية بشراسة، وبإذن الله أنني في حالة البعد عن هذه العادة القبيحة.

لدي مشكلتان، الأولى بخصوص الشهوة التي فقدتها ولا أدري ما السبب؟! هل العين حق أم العادة السرية؟ (يأتيكم الشرح في الملاحظات) أفيدوني ما الحل؟

المشكلة الثانية: إخواني، أنا كنت من المتميزين دراسياً وكان معدلي في الجامعة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وأنا الآن في المستوى الخامس من الجامعة، ومعدلي أصبح بتقدير جيد منحدر إلى مقبول.

أقسم بالله إنني أصبحت فاقد التركيز والاستيعاب كلياً، وعندما أريد أن أذاكر خلال نصف ساعة وينتابني صداع شديد بسبب المذاكرة، ولا أستطيع الاستمرار في المذاكرة.

إن استمريت في المذاكرة لا أستطيع فهم حرف واحد، مع العلم أنني كنت صاحب الحفظ السريع، وكان أحياناً يقرأ علي رقم الجوال مثلاً أحفظه من أول مرة يملى علي، أما الآن فلا أستطيع حفظ أي شيء.

ملاحظات يجب الانتباه عليها:
أولاً: بالنسبة للشهوة، فأنا بصراحة من أصحاب العضو الذكري كبير الحجم (اعذروني على التعبير السيء) وكان أصحابي من باب المزاح يتكلمون علي في الموضوع، ومن بعدها أحسست بفقد الشهوة!

ثانياً: بالنسبة للجامعة، كان أصحابي دائماً يتحدثون باستغراب كيف جئت بهذا المعدل؟ وأنت كيف تذاكر؟ وأنت (دافور) وأنت وأنت! فأناس أقول لهم اذكروا الله، وأناس اخجل منهم.

ثالثا: عملت جميع الفحوصات المتعلقة بالمخ والخلايا (أشعة مقطعية للدماغ, وتحليل دم كامل) وكلفتني قرابة ال/ 3000 ريالاً، وذهبت إلى دكتور مخ وأعصاب، ولكن كانت النتيجة أني سليم -والحمد لله- من أي خلل في الخلايا، وظننت أن العادة السرية هي السبب، وسألت الدكتور عن العادة السرية، هل ممكن تكون من الأسباب؟ قال لها أعراض لكن ليس كحالتك، أنت حالتك أقوى من أضرارها.

أفيدوني بنصيحتكم، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، واعتداء المعتدين، وظلم الظالمين.

كما نسأله تبارك وتعالى أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يرد إليك تميزك العلمي والإيماني، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

بخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل-
أقول: أنت تحتاج إلى توبة عاجلة من الذنوب التي وقعت فيها سابقًا، خاصة معصية العادة السرية، لأنها معصية مدمرة وخطيرة، والعلماء نصوا على أنها من المحظورات الشرعية لتعارضها مع أمر الله تبارك وتعالى، والذي قال واصفًا عباده المؤمنين: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} أي المعتدون على أمر الله تعالى، وأنت مارست العادة السرية وكنت من المعتدين الذين جاوزا الحد وأساءوا الأدب مع الله تعالى، فعليك أولاً بالتوبة النصوح إلى الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، وهي كما تعلم تحتاج إلى أركان ثلاثة:
الأول: الإقلاع عن المعصية فورًا.
الثاني: الندم على فعلها.
الثالث: عقد العزم على ألا تعود إليها مطلقًاً.

أنت الحمد للهِ بدأت مشروع التوبة، وبدأت في التخلص من تلك العادة، وأنا واثق أنك بذلك - بإذن الله تعالى – ستُحقق إنجازًا رائعًا في حياتك الصحية والنفسية، وكذلك في علاقتك مع رب البرية جل جلاله وتقدست أسماؤه.

أتمنى أن تواصل مشروع التوقف عن هذه العادة في القريب العاجل، وألا تستسلم لنزغات الشيطان أو كيده، وإن هذه العادة هي بداية الطريق إلى الدمار، وتركها هو بداية الطريق إلى الصحة والاستقامة والسعادة والأمن والسرور.

اجتهد -بارك الله فيك- وحاول أن تنفذ هذا القرار في أقرب فرصة، وهذا هو الحل الأمثل والأقوى فيما يتعلق في هذه المسألة.

الأمر الآخر -بارك الله فيك- عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يغفر الله ذنبك، وأن يستر الله عيبك، وعليك بالإكثار من الاستغفار والتوبة من الذنوب التي مرت بك فيما مضى.

فيما يتعلق بضعف المذاكرة وغير ذلك، فأنا أنصح برقية نفسك رقية شرعية، سواءً أكان ذلك بنفسك أو كان بواسطة أي أحد من أقاربك أو أرحامكم أو أصدقائك، أو من المشايخ المعروفين بسلامة المعتقد وصحة الطريقة، لاحتمال أن يكون هناك نوع من الاعتداء عليك، سواء أكان ذلك حسدًا أو كان ذلك مسّا أو غير ذلك، مما ترتب عليه هذا الزُّهد في الدراسة، وهذا الضعف في التحصيل، وكذلك أيضًا انهيار في الصحة وضعف القوة خاصة في جانب الشهوة.

عليك -بارك الله فيك- بجانب ما ذكرته لك فيما مضى بالتوبة والاستغفار إلى الله تبارك وتعالى، والأخذ بالأسباب التي هي العلاج والتداوي، وعلى رأس هذا كله إنما هي الرقية، فإن الرقية الشرعية كما تعلم إذا لم تنفع فيقينًا لن تضر، وهي مجموعة من كلام الله تعالى وكلام نبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم – من الممكن أن تقوم أنت برقية نفسك بنفسك، أو أن يقوم بذلك أحد أرحامك أو أقاربك، وإن لم يتيسر ذلك فمن الممكن أن تستعين بأحد الرقاة الثقات الذين يُعرف عنهم صحة المعتقد وسلامة الطريقة.

أعتقد أنك بذلك - بإذن الله تعالى – سوف تعود سيرتك الأولى، وسوف يعود لك مركزك العلمي المتقدم المرموق والمتميز، وسوف تكون كذلك أيضًا من الأصحاء الأقوياء ما دمت تركت هذه المعاصي حياءً من الله تبارك وتعالى.

أسأل الله عز وجل أن يوفقك لكل خير، وأن يشرح صدرك لطاعته ورضاه، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً