الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الموت والأخبار المزعجة.. بماذا تنصحونني؟

السؤال

أريد أن أستشيركم في موضوعي -بارك الله فيكم- أنا ذهبت لدكتور نفسي، ووصف لي سيبرالكس صباحا وريمرون مساءً، وقال أني أعاني من نقص في مادة السترونيين، وقلق واكتئاب، وبعدها خفت الأعراض، وتحسنت كثيرا، لكن بعد فترة سمعت أن شخصا قريبا لي حاول الانتحار، وأنا بطبعي من يوم أتتني الحالة أخاف أن أسمع، أو أرى حتى خبرا سيئا، أو شخصا انتحر، أو فعل بنفسه شيئا؛ لأني أحس أني سأفعل بنفسي ذلك.

بدأ يراودني شيء أنه عندما أرى سكينا أحس أني سآخذه ويقع في شرايني مثل ما فعل ذلك الشخص، لكنه لم يمت، وأنا أقول لنفسي، أنا لست كافرا، ولست ضعيف الإيمان كي أفعل ذلك لكنها وساوس، وتتعبني جدا، وأحاول بشتى الطرق التخلص منها، لكنها مزعجة، وأخبرت طبيبي بذلك فوصف لي اريبركس 5 ملجم بجانب أدويتي، وهي يبارلكس صباحا 10 ملجم، واريبركس 5 ملجم، واللبراكس1 ملجم نصف حبة عند الفزع، الريمرون قال لي: خفضها إلى نصف حبة مساء أي 15ملجم، وتحسنت كثيرا، لكن ما زال هناك بعض الخوف من السكين، أو من أي خبر سيء لأني أحس أنه سيقع بي، ولكنه أخف من الأول كثيرا.

ما رأيكم في حالتي؟ وبماذا تنصحونني؟ وهل كل هذه الأدوية تؤثر علي؟ مع المعلومية أني أجريت تحاليل طبية منذ يومين، وكانت كلها سليمة، -ولله الحمد-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي الكريم: قام الطبيب بإعطائك دواءين مضادين للاكتئاب هو السبرالكس، والريمانون أضف إلى ذلك أن السبرالكس له خاصية في علاج القلق والوساوس، ومن الواضح جداً أن لديك جانبا وسواسيا، فموضوع الانفعالات السلبية حول هذا الشخص الذي حاول الانتحار أحدث إسقاطات وإيحاءات سلبية عليك مما زاد من علتك، وهذا نراه دائماً عند أصحاب الوساوس.

أخي الفاضل: قبل أن أتحدث عن التفاصيل الدوائية، أريدك أن تحقر فكرة الخوف هذه، وما ينطبق على الآخرين ليس بالضروري أن ينطبق عليك، حاول تجمع قواك، وأن ترفع من همتك، وتسقط كل فكرة سلبية، وتبني على ما هو إيجابي، وتشغل نفسك، وذلك من خلال التخلص من الفراغ.

بالنسبة للعلاج الدوائي -أيها الفاضل الكريم- السبرالكس هو الدواء الأساسي، والذي سوف يفيدك، وأنا أعتقد أنك محتاج إلى رفع الجرعة إلى عشرين مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك تخفضها إلى عشر مليجرام يومياً، وتستمر حسب الإرشادات الطبيب، أما بقية الأدوية فتناولها كما هي وحسب ما وصفتها لك الطبيب، أعتقد أن ذلك سوف يزيل عنك كل المخاوف.

موضوع الخوف من السكين -إن شاء الله تعالى- سوف يتلاشى أيضا وحتى تساعد نفسك أرجو أن تسعى لتحقير هذه الفكرة، وأرجو أن تلجأ إلى ما يسمى التحسين التدريجي، قم برسم سكاكين على الورق، وأنظر إلى هذا الرسم، أذهب إلى الأماكن التي تبيع السكاكين، والمعدات المشابهة لها، وأنظر لها فقط دون لمسها أو شيء من هذا القبيل، وبعد ذلك تدرج، وحاول أن تدخل المطبخ، وأن تلمس السكين، وتتأمل فيها وهكذا وهذا نسميه التقرب التدريجي، والتعرض التدريجي، وهذا يؤدي إلى التحسين التدريجي والذي ينشأ عنه -إن شاء الله تعالى- التحسين الكامل، وستصل إلى مرحلة التعافي بإذن الله تعالى.

الأدوية سليمة جداً وفعالة فقط اتبع الإرشادات التي قالها لك الطبيب، ومن ناحية زيادة جرعة السبرالكس لفترة قصيرة، أرى أن ذلك سوف يكون مفيداً بالنسبة لك، لكن يجب أن يكون الرأي الأخير للطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية مبارك الدوسري

    كلام سليم أنا جربت دواء السبراليكس ونفع معي وقبلها خل ثقتك بالله ثم بنفسك قويه ولا تستسلم للاكتئاب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً