الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتقلت معظم صديقاتي إلى أماكن أخرى، فكيف أكون صداقات جديدة؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أن صديقاتي في المدرسة كن ثمانية، وانتقل خمسة منهن، والآن صرن صديقاتي ثلاثا فقط، وأحاول أن أكون صداقات لكن لا أعرف كيف؟ وطلبت من بنت أن تكون صديقتنا ولم ترد، فتحطمت! فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فيروز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة– في الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يحببك إلى الناس، ويحبب إليك الصالحين والصالحات على وجه الخصوص، فالفتاة ما ينبغي أن تصادق إلا الصالحات من زميلاتها، ولا ينبغي أن تصادق إلا محارمها من الرجال.

ونشكر لك هذه الرغبة والاهتمام للجانب الاجتماعي وبالعلاقات بالأخريات، ونعتقد أن انتقال خمسة من الصديقات فرصة جديدة فعلاً لتوسيع هذه الدائرة، ونحن نتمنى أن تذهبي إلى مواطن الخير كمسجد المدرسة والجمعية الشرعية، أو جمعية القرآن في المدرسة، إذا كنت في هذه الأماكن فإنك ستجدين الصالحات، فالإنسان يبحث عن بيئة الصالحات ليصادق من فيها، فإن الصداقة المقبولة عند الله تبارك وتعالى هي ما كانت في الله ولله وبالله وعلى مراد الله، وكل أخوة أو صداقة في هذه الدنيا لا تقوم على التقوى والإيمان تنقلب إلى عداوة، قال العظيم في كتابه: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتقين}.

من هنا فنحن ندعوك إلى أن تهتمي بهذا الجانب، وتجتهدي في أن تكون الصداقة مؤسسة على قواعدها الصحيحة، ولا تحزني إذا رفضت فتاة أن تكون معكم، لأن الصداقة ليست بالجبر، إنما تأتي طواعية، فليس لنا أن نجبر فتاة على مصادقة فتاة معينة لكننا نضع معايير، فنقول لا تصادقي إلا الصالحات من الزميلات، والمؤدبات والمجتهدات والحريصات والقادمات من بيوت فيها إيمان وتقوى وضوابط شرعية، يعني نحن نضع معايير، والإنسان أيضًا ينبغي أن يضع معايير، وبعد ذلك كل من تنطبق عليه هذه المعايير يصلح أن يكون صديقًا، يضاف إلى ذلك الميل النفسي، فإن الصداقة وهذه الأشياء هي تلاقي للأرواح، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، فقد توجد فتاة صالحة وأخرى صالحة لكنها لا تستطيع أن تصادقها لأنه لا يوجد الانسجام.

لذلك نحن نحتاج أن نُدرك أن الأصل والقاعدة هو الدين والتقوى، لا نصادق إلا صاحبة إيمان وتقوى، وتكون الصداقة قائمة على النصح والإرشاد، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وبعد ذلك نجتهد في أن نكون أوفياء لصديقاتنا، نحفظ سرهنَّ، وندخل السرور عليهنَّ، ونحاول أن نكون عونًا لهنَّ على كل صعوبات هذه الحياة، فالصديق مهم، ولذلك قال عمر: (ما أعطي الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق حسن، يُذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر)، ومعلوم أن الصديقة الصالحة كحاملة المسك، والصديقة الشريرة والعياذ بالله كنافخة الكير.

فاحرصي على أن تكوني مع الصالحات، وتواصلي مع الخمس اللائي نقلن أيضًا، لأن الصداقة ينبغي أن تدوم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم عليكم هذه المشاعر النبيلة، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأكرر لا داعي للحزن على صديقة ذهبت أو فتاة أدبرت وتركتكم، فإن غيرها كثير، وكل إنسان يبحث في هذه الحياة عن الأمور التي يجد فيها نفسه.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً