الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف وقلق ورهاب وإحباط... فكيف الخلاص؟

السؤال

السلام عليكم..


أعاني من الرهاب الاجتماعي والخوف من ردود فعل الآخرين؛ حيث أشعر أني مراقب طوال الوقت من الجميع، وأخاف جدا إذا حدثني أحد زملائي في العمل، ولم أستطع الرد بكلمات مناسبة، بالإضافة إلى أني مررت بتجربة (خطبة)، ولم يقدر لي الله الاستمرار، فأثر ذلك على نفسي جدا؛ لأني فقدت طموحي، فأنا من النوع الذي يفكر لكل شيء في حياته ويخطط له.

أصبحت مهملا في حياتي، ولا أحافظ على عملي، ولا يهمني أن أترك العمل، أم لا، خصوصا وأني قد حصلت عليه بعد اختبارات قاسية بسبب الأوضاع في مصر.

أخاف جدا من هواجس الارتباط (كيف سينكشف الرجل أمام زوجته وهي كذلك).

أولا: أريد من حضراتكم أن تصفوا لي الدواء المناسب مع خطة علاجية محكمة جدا.

ثانيا: ما هو وصف حالتي بالضبط؟

ثالثا: هل هناك أشياء أستطيع أن أفعلها لكي تغير من الخمول الذي أصبت به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالشيء الأساسي الذي تحتاجه هو أن تحسِّن مفاهيمك عن ذاتك وتُحسن تقديرها، فأنت تركز على السلبيات والنواقص والإخفاقات حتى وإن كانت بسيطة؛ مما أدى إلى عملية إزاحة كاملة للتفكير الإيجابي، وأصبح ليس جزءًا من تقديرك لنفسك.

فأنت محتاج لهذه العملية الفكرية السلوكية، وذلك من خلال أن تجلس مع نفسك جلسة صادقة وتعيد تحليل مقدراتك، وتكون منصفًا مع نفسك، تعطيها حقها، تبحث عن مصادر قوتها، وتسعى لتنميتها، وتقوم بعملية ترميم كاملة للسلبيات.

هكذا تُدار الحياة، وهكذا يتم التعامل مع النفس، أما إذا عاش الإنسان في محيط الخوف من الفشل وضعف تقدير الذات واحتقارها، وبناء صورة سلبية عن نفسه قطعًا ستكون النتائج المزيد من الخوف، واهتزاز الثقة والإخفاق.

من جانبي أؤكد لك (حقيقة) هامة، وهي أن لديك طاقات ومقدرات نفسية، هذا مؤكد، قد تكون مختبئة، قد تكون حبيسة، إذًا عليك شيء من الدفع والإصرار، ووضع برامج حياتية ذات أهداف واضحة، وأن تحسن إدارة وقتك لتستفيد من هذه الطاقات الحبيسة، معتمدًا على المبدأ القرآني: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

الخوف والرهاب الاجتماعي وغيره أيضًا نتج من مفاهيم خاطئة، لا تستحضر ذاتك، الناس هم الناس، ليس هنالك خيرية أو أفضلية إلا بالتقوى، فكن من المتقين، انظر إلى نفسك بأنك نافع لها ولغيرك، تفاعل مع أسرتك تفاعلاً إيجابيًا، كن بارًا بوالديك في حياتهما ومماتهما، وضع لنفسك أهدافًا واضحة ومعقولة ويمكن الوصول إليها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: عقار (فلوزاك)، والذي يعرف علميًا باسم (فولكستين) سيكون دواءً جيدًا في حالتك، وهو متوفر في مصر، وسعره معقول جدًّا، ابدأ العلاج بجرعة كبسولة واحدة - وقوة الكبسولة عشرون مليجرامًا - تناولها يوميًا بانتظام بعد الأكل لمدة عشرين يومًا، ثم اجعلها كبسولتين يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

من الأهمية بمكان أن يكون هنالك التزام قاطع في تناول جرعة الدواء حسب المدة المطلوبة والجرعة المقررة، وأنا أؤكد لك أن الدواء سليم وفاعل، وفعاليته غالبًا تبدأ بعد مضي ثلاثة إلى أربعة أسابيع من الالتزام القاطع بتناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية نوره

    الله يشفيك يارب ويجزاكم خير ااخ عبدالله اجلس بينك وبين نفسك وفكر ب ايجابياتك واسلبيات خلاص كافي اخذت منك كل حياتك انا كان عندي هالعارض خجوله و

  • مصر اسلام عبدالعزيز محمد

    ربنى يبارك فيك ويقوى ايمانك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً