الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الطهارة وخاصة أثناء الطواف

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في العشرينات من العمر، مصابة بوسواس منذ عشر سنوات تقريباً، ولقد تعافيت منه بنسبة كبيرة -والحمد لله-، ما عدا بعض الأمور التي ما زالت تؤرقني.

مشكلتي الآن في أداء مناسك العمرة، فأنا أستعد لها بشكل مبالغ فيه، والمشكلة الأساسية في الوضوء للطواف، فأحياناً أتوضأ مرة واحدة قبل الطواف مباشرة، وأنزل للطواف، وقد ينتقض وضوئي فعلياً، وأحياناً لا يكون عندي مشكلة قبل الطواف أو بعده، ولكن المشكلة تبدأ من أول الوضوء إلى أن ينتقض الوضوء في الطواف، وبعد ذلك لا تكون هناك مشكلة.

لذلك أعتب على نفسي كثيراً، وأقول في نفسي: لو أني توضأت مرة أخرى لكنت أكملت طوافي بوضوء صحيح، أو أشك في ذلك، ولكن أكمل عمرتي لأني توضأت قبل الطواف مباشرة.

غير ذلك أشك في أشياء أخرى تنقض الوضوء، وأنا لا أعلم الفرق بينها وبين الإفرازات العادية، علماً بأن هذا حدث في عمرات كثيرة، وهذا يؤرقني جداً، خاصة أني مقبلة على الزواج، وأخاف أن يكون العقد باطلاً بسبب أني ما زلت على إحرامي لأن طوافي لم يكن صحيحاً!

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمةَ- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُذهب عنك داء الوساوس ويصرفه عنك.

وصيتنا لك -ابنتنا الكريمةَ-: أن تجاهدي نفسك للانصراف عن هذه الوسوسة، وعدم الانشغال بها، فلا تلتفتي إليها، ولا تفعلي ما تُمليه عليك، فكلما شككت أنك قد انتقضت طهارتك فلا تلتفتي لهذا الشك، حتى تتيقني يقينًا جازمًا أن الطهارة قد انتقضت، وإذا ثبت على هذا الطريق وصبرت عليه فإن الشيطان سييأس منك وينصرف، ولا علاج للوساوس أحسن وأمثل من هذا العلاج، فقد جربه الموفقون فانتفعوا به، ودوَّن العلماء هذا الكلام وأوصوا به.

يعينك على سلوك هذا الطريق والثبات عليه أن تعلمي تمام العلم أن الله سبحانه وتعالى لا يُحب منك اتباع وساوس الشيطان وأوهامه، فإنه –أي الشيطان– يحاول أن يجرك إلى الوقوع في هذا الشِراك ليثقل عليك العبادة ويبغضها إليك، فتقومي بتركها، كما فعل بكثير من الموسوسين.

اصرفي ذهنك عن الانشغال بهذه الوساوس، ولا تلتفتي إليها كما نصحناك.

أما بالنسبة للطواف: فإذا شككت بأن الطهارة قد انتقضت فالأمر فيه على ما سبق وأن شرحناه لك، لا تلتفتي لهذا الشك، ولكن لو فُرض أنك انتقضت طهارتك حقيقةً، وكان في ذلك مشقة عليك، فإنه يسعك ويجوز لك الأخذ بقول العلماء القائلين بأن الطواف لا تُشترط له الطهارة من الحدث، فيجوز بغير وضوء، وهذا قول كثير من الفقهاء والعلماء منهم ابن تيمية –رحمه الله–، وهو الذي يُرجّحه بعض العلماء المعاصرين المحققين كالعلامة ابن عثيمين، وأنت ما دمت مُصابة بالوسوسة فيجوز لك أن تأخذي بأرفق الأقوال وأسهلها حتى يمُنّ الله عز وجل عليك بالعافية والشفاء.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يعجل لك بكل خير، ويصرف عنك كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً