الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي صعب المزاج لا يتكلم كثيراً ويخاصمني لفترة طويلة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آمل من سيادتكم حل مشكلتي، فأنا على شفا جرف هارٍ، وكذلك زواجي.

أنا في 30 من عمري، ومتزوجة منذ سنتين، ولدي طفلة عمرها 7 شهور، أعاني مع زوجي من بداية الزواج، فهو صعب المزاج، ولا يتكلم كثيراً، عمره 38 سنة، وإذا غضب مني فإنه يخاصمني لمدة قد تصل إلى شهر، ولا يخبرني ما السبب، وفي النهاية يصالحني بالنوم معي.

يعشق الجلوس على اللابتوب لساعات طوال، وعندما يخاصمني وأسأله عن السبب، لا يجيب، فقط يصالحني في الوقت الذي يريحه، ودائمًا تطول فترة الخلاف، وقد ترك وظيفته حديثاً، بعد أن رزقت بابنتي، وقال إن أصحاب العمل سيئون، ولا يعطونه راتباً كافياً، والآن يشتغل حسب الطلب.

في بداية زواجي كنت أتفنن في خدمته، ولكن قبل ولادتي بشهر توفيت والدتي، وكانت صدمة كبيرة، وعند ولادتي جاءني الضغط، وأثناء حملي لم يذهب معي للطبيبة ولا مرة، وعندما أسأله يقول لي: أنا هكذا. لا يهتم بالشكليات، وعنده سيارة أعطاها لأخته، مع أننا لا نملك إلا واحدة، لا يتحدث معي كثيراً، وبعد النفاس لم يلمسني لمدة 3 أشهر، وإلى الآن قليلاً لا نمارس العلاقة الزوجية، وعندما أسأله ما السبب؟ يقول: إن التفكير الشديد لا يجعل لديه رغبة.

قبل يومين اكتشفت أنه يتكلم بالواتساب كلامًا جنسيًا مع امرأة أخرى في مكان عمله، وعندما واجهته وسألته قال لي: لم أقم علاقة مع أي امرأة، لكن مجرد الكلام، والكلام ليس حراماً، واتهمني بالتجسس عليه، ولكنه كان يفرغ حاجته عن طريق الكلام.

هو صعب وجاف في التعامل، ولا يخرج الكلمة الحلوة إلا مرات قليلة، لا يحادثني إذا حصل خلاف بيننا كي نحله، بل يصمت ويعاملني على أساس أنني المخطئة، أنا لا أحب إغضابه ولا أحب المشاكل، لكنه غامض، وآخر مرة لما واجهته قال لي: قاطعت أمي سنتين ولم أكلمها قبل أن تتوفى، وأنت إن لم يعجبك الحياة معي سأطلقك! ولما واجهته بعلاقته بالواتساب، قال لي: لكي ترتاحي سأغلق التلفون، ولن أخرج من المنزل.

أنا لم أخبر أو ألجأ لأحد في هذه المشكلة، أريد الستر والحفاظ على أسرتي، لقد نسيته بعد الولادة بسبب تعبي، لقد أهملت قليلاً أمور بيتي، لكنني عدت الآن لأصلح الحال، أنا لا أريد الطلاق، لكن أحس أنه لا يهتم لأمري، وأنا أراعي خاطره كثيراً، ولا أعرف كيف أواجهه في المشكلات، لأنه لا يتحدث أبدًا، ولا يحب إجراء حوار.

انصحوني ماذا أفعل؟ وكيف أتعامل معه؟ مع العلم بمعرفتي لشخصيته، هو ليس من الأشخاص الذين يهتمون لأمر الناس وأحوالهم ومجاملاتهم، وفي آخر مرة في حديثنا قال لي: إن فكرة الزواج كانت غلطة، وإن الزواج لا يناسب شخصيته!

أنا لا أريد هدم بيتي، وذلك من أجل ابنتي، وأنا راغبة به، وأريد الستر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مايا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعينك على التأقلم مع هذا الزوج، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لاحظي كلمة التأقلم هذا هو المطلوب، وهذا الرجل الذي عشت معه، وثبت لنا من خلال الكلام أنه محدود العلاقة مع الآخرين، فهذا نمط من البشر يحتاج إلى معاملة خاصة، ونحن سعداء جداً لرغبتك في الاستمرار، ولكرهك في الفراق، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على تجاوز هذه المواقف.

لا يخفى على العاقلات من أمثالك أن من نجاح المرأة أن تعرف الأمور التي يكرهها الزوج، ولا يريدها، خاصة عندما يكون في الزوج غموض أو عدم إفصاح عما في نفسه وعما يغضبه، فعليك أن ترصدي المواقف التي يغضب فيها دائماً، وتحاولي أن تثني على ما عنده من إيجابيات، حتى لو كانت قليلة، فإن شكرك للقليل سيأتيك بالكثير، وأسعدنا أيضاً أنه توقف لما تكلمت معه في مسألة العلاقة الخارجة، ونحب أن نؤكد لك أن الرجل سيتكلم إذا عرفت اهتماماته، فالذي لا يتكلم لكنه يحب الكرة، إذا تكلمت عن الكرة فسيشارك في الكلام، أو يحب الصيد إذا تكلمت عن الصيد فسيتكلم، فلكي يتجاوب معك ولكي يتحاور معك لا بد أن تعرفي الاهتمامات، وتعيشي معه فيها، باعتبارها قواسم مشتركة تعينك على الاستمرار معه والاستقرار في حياتك الأسرية.

ولا نرى أن تحتدي معه في النقاش، خاصة في الأمور التي هي من طبائعه، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير، وندعوك إلى أن تستعيني بالله أولاً وأخيراً، ثم تعرفي خصائص هذا الرجل، ثم تتجنبي الأمور التي تغضبه، ثم تحرصي دائماً على الحوار الهادئ وعلى التواصل الجسدي معه، وعلى الاهتمام بمظهرك والتزين له، والاهتمام ببيتك.

ونسأل الله -تبارك وتعالى- لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً