الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت أسب شخصا وتبادر لذهني لفظ الجلالة، هل يعد هذا سبا للذات الإلهية؟

السؤال

السلام عليكم

في يوم كنت غاضبة قليلا وكنت أسب شخصا، ثم بعد ذلك تبادر إلى ذهني لفظ الجلالة (الله) ثم شتمت وقلت كلمة (وجع)، فهل هذا يعد سبا لله تعالى؟ علما بأني لم أنطق اسم الله بل تبادر إلى ذهني، ثم نطقت بالسبة، فهل كفرت بسبب ذلك؟ وما حكم من تبادر إلى ذهنه اسم الله ولكن لم ينطقه ثم نطق بالسبة متعمدا؟

أرجو أن تفتوني فوالله إني نادمة وحزينة، أريد جوابا صريحا، هل هذا من سب الذات الإلهية أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الربط ما بين حالة الغضب التي اعترتك وما نتج عنها من سبِّ شخص آخر ثم ارتباط ذلك بلفظ الجلالة، هو نوع من الربط الوسواسي، هذه فكرة وسواسية فجأة طرأتْ، وجعلتك تحسين بشيء من القلق، وبدأت تطرح لديك هذه التساؤلات: هل أنت نطقتِ اسم الجلالة؟ وما ارتباط ذلك بالسبِّ؟ وتطور الأمر وأصبحت تسألين: هل أنت كفرتِ بسبب ذلك؟

الذي أقوله لك: هذا ربط وسواسي، وصاحب الوساوس لا حرج عليه أبدًا حسبما هو مؤكد طبيًّا، وكذلك شرعيًا حسب ما فهمناه من المشايخ الأفاضل، وفي هذا السياق أيضًا سوف يتكرم أحد المشايخ في الشبكة الإسلامية بتوضيح هذا الأمر بصورة جليَّة، حتى يزول عنك هذا الالتباس الوسواسي.

أقول لك: حقّري الفكرة، لا تفكري فيها أبدًا، وهذه هي طريقة التعامل مع هذا النوع من الوساوس، واطمئني تمامًا أن الأمر كله وسواسي، وليس أمرًا مقصودًا من جانبك أبدًا، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى، الإنسان لا بد أن يدرب نفسه على كيفية إدارة الغضب، نعم الغضب شعور إنساني، وجداني، في بعض الأحيان يصعب التحكم فيه، لكن من يرى نفسه انفعاليًّا ولديه سرعة الغضب لا بد أن يدرِّب نفسه على كيفية إدارة هذا الغضب، ومن الوسائل الجيدة هي أن يتذكر الإنسان ما علَّمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن لا نغضب، ونستعيذ بالله من الشيطان، لأن الشيطان يأتي بالغضب، وأيضًا التعامل مع الغضب من خلال ما ورد في السنة المطهرة، وهي أن مشاعر الغضب الأولى حين تدبُّ في النفس على الإنسان أن يغيِّر مكانه، ويغيِّر وضعه، ويتفل ثلاثًا على شقه الأيسر، ويستغفر، ويطفئ نار الغضب من خلال الوضوء، ويا حبذا صلاة ركعتين.

الذين يتدربون على إدارة الغضب بهذه الكيفية لو طبقوها مرة واحدة سوف تُرسل إشارات إيجابية جدًّا إلى أدمغتهم، مما يُهيئها ويُوطد الدماغ على أسس جديدة يتم التعامل فيها مع الغضب بصورة غير انفعالية، أو ألا يكون هناك إفراط في انفعال سلبي.

فتدربي على هذا العلاج النبوي، وفي ذات الوقت أريد أن أذكرك بأن التفريغ النفسي من خلال التعبير عن الذات أولا بأول أيضًا يُجنِّب الإنسان الغضب، وتذكري أنه إذا غضب إنسان ما في وجهك قطعًا أنت لن تقبلي هذا الموقف، فكيف بك تطبقين ما لا ترضينه على الآخرين؟ هذا نوع من التفكير المعرفي الإيجابي الذي يفيد كثيرًا.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الدكتور أحمد المحمدي، المستشار التربوي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أهلا بك -أختي الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإننا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير وأن يرضيك به.

الذي يظهر لنا من حالك -أختنا الفاضلة- أن هذا لا يعد سبا للذات العلية عافاك الله والمسلمين من ذلك، فأنت لم تذكري اسم الله، ولم تقصدي بالكلمة ذلك، وإنما هي دفقة شيطان، فاستعيذي بالله ولا تعطي الأمر أهمية، وأكثري من الاستغفار.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً