الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الثقة بالنفس وعلاجها سلوكياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد علاجاً سلوكيًا للثقة بالنفس.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شوشو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا.

إن الثقة بالنفس لا تأتي من خلال الأحلام والأمنيات، وإنما -وكما تعلمين- عن طريق العمل وبذل الجهد، وتحقيق النجاحات، وحتى الصغيرة منها، ولهذا ذكرت في سؤالك عن أمور عملية.

ليس هناك إنسان عنده ثقة بنفسه 100%، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر. فالشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها قد يشعر بالتردد، وضعف الثقة بالنفس نوعًا ما عندما يكون أمام تحدٍ جديد، كأن يكون على وشك الدخول لامتحان مثلًا، بينما هناك أوقات يشعر بها وكأنه أكثر الناس ثقة بنفسه.

حاولي أن تتعرفي -إن استطعت- على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية أو وجود من يكثر انتقادك؟ لأن هذا؛ مما يضعف الثقة بالنفس. فمجرد انتباهك لهذا يمكن أن يحميك من المزيد من الضعف.

طبعًا هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، واطمئني فأنت بمجرد الكتابة إلينا فقد قمت بالخطوة الأولى، وهو أن تشعري أو تقرّي بأنك في حاجة لرفع الثقة بالنفس.

من اليوم، حاولي أن تركزي على ما تتقنينه من الأعمال والهوايات، وستجدي أنك تتقنين الكثير من الأمور، والتي ربما لا يتقنها الآخرون.

تجنبي الميل للكمال، وأن أمورك يجب أن تكون كلها أفضل ما يمكن، فأحيانًا لا بد أن نقبل بأقل مما هو الأفضل. وتذكري بأنه لا يوجد إنسان (كامل) فكل واحد يمكن أن يرتكب أخطاء، فحاولي ألا تلومي نفسك كثيرًا على هذه الأخطاء، ولكن تعلمي بعض الدروس من أخطائك.

ومما يعزز الثقة بالنفس كثيرًا موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها: هل أنت جيدة في مادة معينة؟ فهل تحبين اللغات مثلًا؟ هل تتحلين بالروح المرحة؟ هل تتقنين هواية فنية من الهوايات؟

حاولي أن تكوني إيجابية مع نفسك، ومع الآخرين، وانظري لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، وإن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.

ساعدي الآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، والإنسان الذي يعطي هو في الحقيقة يأخذ الكثير، ليس فقط في الآخرة، ولكن في اللحظة التي يمد فيها يد المساعدة للآخرين، وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فاقبلي هذا المدح، واشكري الله عليه.

انظري في المرآة، وابتسمي لنفسك، وقولي: الحمد لله على ما وهب!
حاولي أن تعبّري عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التمسك برأيك هذا فلا بأس.
وفي بعض لحظات الضعف عندما تشعرين بتراجع هذه الثقة بالنفس، فلا بأس أن تتصنعي أو تتظاهري بالثقة في النفس، فهذا لن يضرك، وإنما يعطيك الشجاعة والثقة، تصرفي وكأنك أكثر فتاة ثقة بنفسها، ولماذا لا؟
وتذكري بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا...

وأخيرًا اشكري الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم يزيد ثقتك بنفسك {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

ولعل في كل ما ذكرته لك من خطوات يكفيك؛ لتعزيز ثقتك بنفسك. وفقك الله ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً