الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصرفاتي تجعل الكثير من الناس يسيئون فهمي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، كنت أتميز عن بقية زميلاتي بالخجل والهدوء منذ أول سنوات دراستي، وكانت إدارة المدرسة تسألني إذا كنت أتعرض للأذية في البيت أم لا، ودائما تستدعي والدتي للسؤال عني.

في السنة الدراسية الأخيرة أصبت بورم الدماغ الكاذب، مما سبب لي ازدواجاً في الرؤية، فكنت أكره الذهاب للأطباء لسوء معاملتهم لي، وعدم تعاطفهم معي، فدائما يقولون لي: لماذا تتصرفين هكذا وكأنك طفلة عمرها سنتين؟! ويظنون أنني خائفة، وأنا أقول لهم: بأنني خجولة.

لقد تعرضت للكثير من المواقف السيئة في العيادة، مما جعلني أكره الجلوس بجانب الطبيب، والنوم على السرير، ودائماً لا أركز بكلام الممرضة، وأخاف أن تقول كلاماً لم أسمعه، مما يشعرني بالإحراج، ودائما أفكر بأشياء وأتصرف بناءً عليها، فمثلاً: في العيادة إذا كنت مريضة، أتصرف وكأنني لست مريضة، حتى لا يظن الناس أنني أبالغ في مرضي، ولا أعرف لماذا أفعل ذلك!

تصرفاتي تجعل الكثير من الناس يسيئون فهمي، لقد كرهت نفسي كثيراً وأشعر بالإحباط فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختي الكريمة، أسلوب المعاملة الذي تعرضت له في طفولتك، ربما يكون أثر في صورتك الذهنية عن نفسك، وتقديرك الذاتي عنها، ورسخ ذلك في عقلك الباطن بأنك أقل من الآخرين، وكما تعلمين -أختي الكريمة- أن الحياء زينة المرأة، وهو شعبة من شعب الإيمان، أما الخجل المذموم فهو الذي يمنعك من أخذ حقوقك، ويمنعك عن الدفاع عن نفسك، فلا تحقري من نفسك، ومن قدراتك وإمكانياتك، بل حاولي استغلالها والاستفادة منها.

ولا بد من إعادة النظر، وتجديد أهدافك، ومحاولة تحقيقها بالسبل المتاحة، واستعيني بالله ولا تعجزي، وحاولي عرض أفكارك على من تثقين فيهم، وناقشيهم فيها بدلاً من انطواء النفس والتفكر السلبي في نفسك، وإليك بعض الإرشادات ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

1- الثقة بالنفس تزداد بالتركيز على الإيجابيات، والصفات التي تمتلكينها في شخصيتك، وتجنبي مقارنة نفسك بالنساء الأخريات اللاتي في سنك، فهناك فروق فردية بين الناس، فما عندك من الصفات قد لا يكون عندهم، والعكس صحيح، وهذه سنة الله في خلقه، فاقتنعي بما قسمه الله لك من النعم والقدرات والمهارات الشخصية.

2- استفيدي من وقت الفراغ فيما هو مفيد ومجلب للمصلحة، ولا تدعي فرصة للأفكار السلبية، وهذا يساعدك في التغلب على الانعزال، ولا تفكري في أحداث الماضي، فهي مضت وولت، وينبغي الاستفادة منها في تصحيح المسار، واحفظي الله يحفظك مما تخافين منه.

3- ضعي لك أهدافاً واضحة في حياتك، واجتهدي في تحقيقها بالوسائل المتاحة لك، واستشيري في ذلك ذوي الاختصاص.

4- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص: وهي الرغبة في بلوغ الكمال، وسرعة التسليم بالهزيمة، التأثير السلبي بنجاح الآخرين، التلهف إلى الحب والعطف، الحساسية الفائقة، افتقاد روح الفكاهة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً